الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بر الإنسان وبر الله
كُلَّ الأَشْيَاءِ .. أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ ..أُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ .. ( في 3: 8 ، 9)
جاءت هاتان العبارتان في حديث الرسول بولس إلى كنيسة فيلبي حين قال: «وليس لي بري الذي من الناموس، بل الذي بإيمان المسيح، البر الذي من الله بالإيمان» ( في 9: 3 ) فما الفرق بين هذين البرّين؟ بر الإنسان الذي من الناموس، والبر الذي يحصل عليه من الله بالإيمان بالمسيح.

البر الأول، هو اكتساب الإنسان المولود من آدم الخاطئ حق المثول أمام الله على أساس حفظ الناموس، مع أن هذا مُحال، لأنه لم يستطع أحد من البشر أن يحفظ الناموس. وقد شبَّه إشعياء أعمال بر الإنسان «بثَوبٍ عِدَّة» ( إش 64: 6 )، فهل تعطينا هذه الأعمال حق المثول أمام الله؟ بكل يقين كلا. فليس للإنسان مثول أمام الله إلا في استحقاق عمل المسيح؛ ذلك العمل الذي سبق وأتمه فوق الصليب، والذي تسمو قيمته فوق إدراك عقولنا، ولا يقدرها تمامًا إلا الله وحده. على أساس هذه القيمة يصبح كل مَن يؤمن بالمسيح مقبولاً لدى الله وحاصلاً على «بر الله»، وهذا هو البر الثاني الذي نتكلم عنه.

إذًا يجب على الإنسان أن يُقبِل إلى الله معترفًا بخطيته عالمًا بجُرمه، وأنه في ذاته مُذنب أثيم لا يستحق إلا الطرد والموت، ويؤمن بأن دم المسيح الذي سُفك فوق الصليب هو الذي يغسله تمامًا فيصير طاهرًا، وبذلك فقط يصبح مقبولاً أمام الله في قيمة ذبيحة الفادي.

وهذا البر كامل من بدء حصول المؤمن عليه، ذلك لأنه لا يقوم على أساس في الإنسان، بل يُعطى له على أساس إيمانه بالمسيح، وتقدير الله لقيمة عمل المسيح الذي أتمه نيابة عن المؤمن ولحسابه.

وحالما يحصل الإنسان على ذلك البر، للوقت يتمتع بالسلام مع الله «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» ( رو 5: 1 ). وهاتان العطيتان، وهما التبرير والسلام مع الله، غير متغيرتين إلى ما لا نهاية لأنهما مؤسستان على ثبات ودوام قبول الله لابنه، فالمؤمن مستريح ومطمئن على قيمة ذبيحة المسيح الذي فيه يراه الله بالغًا حد الكمال. فما يُرى فيه المؤمن قدام الله ليس هو بره الذي من الناموس، بل بر الله المُعطَى له على أساس النعمة الغنية والمحبة الفائقة، وهذا ما يملأ أفئدتنا بالفرح بينما تجتذب محبته قلوبنا إليه.

قد ظهر البرُّ وما عَداهُ عاطلٌ
وكلُّ سعيٍ في نَوا لِ البِرِّ باطلٌ

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net