الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكفارة وضرورتها
الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ فَغَلِقَتْ إِلَى الدَّهْرِ ( مز 49: 7 ، 8)
مزمور22 الذي يحدثنا عن موت المسيح على الصليب يُشير في بدايته إلى قداسة الله (ع3) وفي نهايته إلى بر الله (ع31). الأمر الذي يدل على أن خلاص الإنسان الخاطئ كما هو مُعلن في الكتاب المقدس لم يكن على حساب قداسة الله وبره، بل على أساس قداسته وبره.

وقداسة الله تعتبر الخطية نجاسة يجب تغطيتها من أمام عيني الله القدوس، فعينا الله أطهر من أن تنظرا الشر ( حب 1:  12، 13)، وبر الله يعتبر الخطية تعديًا، وكل تَعدِ يجب أن ينال مُجازاة عادلة ( عب 2:  2)، وعليه فإنه يستلزم ترضية عن التعدي الذي تم. وهذا هو المدلول المزدوج للكفارة؛ تغطية وترضية.

بر الله إذًا وقداسته استلزما الكفارة، فلا خلاص أو فداء بدونها، كقول المرنم «الأخ لن يفدي الإنسان فداءً، ولا يعطي الله كفارةً عنه» ( مز 49:  7). وحقًا مَن كان يستطيع أن يفدي أخاه والجميع خطاة ويحتاجون هم أنفسهم إلى مَن يفديهم. لهذا يستطرد المرنم في المزمور قائلاً: «وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر» ( مز 49:  8).

لكنها إذ أغلقت على البشر، فلا شيء يستغلق على الله ( مز 68:  20). ولما تساءل القديسون الأقدمون: «كيف يتبرَّر الإنسان عند الله؟ وكيف يزكو مولود المرأة؟» ( أي 9:  2، 3؛ 25: 4)، ولم يعرفوا حلاً لهذه الأُحجية، تقدَّم أليهو باقتراح لحل هذه العقدة فقال: «إن وُجد عنده (عند الله) مُرسَلٌ، وسيطٌ واحدٌ من ألفٍ ليعلن للإنسان استقامته، يترأَّف عليه ويقول: اطلقه عن الهبوط إلى الحفرة، قد وجدت فِدية» ( أي 33:  23). وكأن أليهو يريد أن يقول: ”لو رتب الله الكفارة من عنده، عندئذ فقط يمكن حل الأحجية“.

لكن كيف يبرِّر الله الإنسان المُذنب النجس؟ إن عدل الله يأبى تبرئة المُذنب كقول الكتاب: «الرب إلهٌ رحيمٌ ورؤوفٌ، بطيء الغضب وكثير الإحسان ... ولكنه لن يُبرئ إبراءً» ( خر 34:  6، 7). وكقول الحكيم: «مُبرِّئ المُذنب ومُذنِّب البريء كلاهما مكرهة الرب» ( أم 17:  15). فكيف تغلَّب الله على هذه المشكلة؟؟

الحل هو في موت البديل البريء نيابة عن المذنب، «لأن أجرة الخطية هي موت» ( رو 6:  23). ولقد أتى المسيح بنفسه من السماء، وقَبِل الموت نيابةً عنا. وبهذا الأسلوب الوحيد أمكن لله أن «يكون بارًا ويُبرِّر مَن هو من الإيمان بيسوع» ( رو 3:  26)، لأن العدالة استوفت الحق كاملاً من المسيح على الصليب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net