الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العمل الحكيم
نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً،..وَأَمَّا للمدعوين يهودًا..َفبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ ( 1كو 1: 23 ، 24)
يقول المرنم في المزمور «ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمةٍ صنعت» ( مز 104:  24). ونحن إن كنا نرى جانبًا رائعًا من حكمة الله في الخليقة، فإن الصليب يُظهر تلك الحكمة بصورة أعظم.

حقاً لو أننا تأملنا جانبًا من الحقائق الخاصة بالفَلَك مثلاً؛ بالمجرَّات والنجوم الهائلة في مداراتها، أو ببُعد الأرض عن الشمس، وبُعد القمر عن الأرض، وكيف لو تغيَّرت هذه المسافات ولو واحدًا في المئة، لاستحالت العيشة على كوكبنا هذا، لا شك أننا سنقول: «الرب بالحكمة أسس الأرض. أثبتَ السماوات بالفهم» ( أم 3:  19). ولو تأملنا في جسم الإنسان ودقة خلقه وتكوينه، فإنه حتمًا سيأخذنا العجَب كله، وسنقول مع المرنم: «أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبًا (أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المُدهش – الترجمة التفسيرية)» ( مز 139: 14 ) لكن ما نراه من حكمة الله في الخليقة شيء، وما نراه من حكمة الله في الصليب شيء آخر تمامًا.

إننا هنا نتذكَّر ما سجله الحكيم في سفر الجامعة «هذه الحكمة رأيتها أيضًا تحت الشمس، وهي عظيمة عندي. مدينة صغيرة فيها أُناس قليلون، فجاء عليها ملكٌ عظيمٌ وحاصرها وبنى عليها أبراجًا عظيمة. ووُجد فيها رجلٌ مسكينٌ حكيمٌ، فنجى هو المدينة بحكمته» ( جا 9:  13-15). لا شك أن هذا الرجل المسكين نفسه هو الذي يقول في مزمور22: 24 «لانه لم يحتقر ولم يرذل مسكَنة المسكين». إنه ربنا يسوع المسيح، الذي ليس بالقوة خلَّص العالم، بل بهذا العمل الحكيم الذي أتمه على الصليب.

إن هذه الحكمة العظيمة قد خفيت على الشيطان نفسه، إذ كان في الصليب خلاصنا، كما كان فيه سحقه.

لقد جاء الإعلان في الجنة بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. ولقد جاء المسيح، نسل المرأة، وأعلن فوق الصليب «قد أُكمل»، فتم سحق رأس الحية. لقد تمت كفارة الخطايا في الصليب، فسقط من يد الشيطان ذلك السلاح الذي كان دائمًا يشهره في وجوهنا، وبالموت أمكن للمسيح أن يبيد ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويُعتق أولئك الذين ـ خوفًا من الموت ـ كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية ( عب 2: 14 ، 15).

في الصليب «الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما» ( مز 85:  10). لقد التقت في الصليب رحمة الله مع حقه، وبذلك فقد تجلَّت حكمة الله في الصليب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net