الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 24 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تكونوا معلمين كثيرين
لاَ تَكُونُوا مُعَلّمِيِنَ كَثِيرِينَ يَا إخْوَتيِ، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخذ دَيْنُونةً أَعْظَمَ! لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جمَيِعُنَا ( يع 3: 1 ، 2)
في يعقوب3: 1 يحرِّض الرسول إخوته ضد عيب شائع، وهو رغبة الشخص أن يُقيم نفسه مُعلمًا للآخرين، بينما هو نفسه لم يتعلم ما يكفي أن يعلِّم نفسه. وعندما نرجع إلى رومية2: 17- 21 نرى أن اليهودي بالذات كان يرى نفسه «متعلمًا من الناموس.. (وأنه) قائد للعميان، ونور للذين في الظلمة، ومُهذِّب للأغبياء، ومعلِّم للأطفال». وحتى بعد الإيمان بالمسيح، كان يحتفظ بنفس هذه الفكرة عن نفسه. وكان يميل أن يفرض نفسه على الآخرين كمعلّم، وبالتالي يستنكف أن يتعلَّم وأن يقبل الكلمة المغروسة بوداعة.

هناك فصول أخرى في كلمة الله تبين بوضوح أن الله يُسرّ بأن يُقيم معلِّمين في الكنيسة، من بين مواهب أخرى، وأن كل هذه المواهب يجب أن تُقبَل بالشكر. والآيات التي بين أيدينا لا تتناقض مع هذا، إنما هي تحذرنا من الرغبة الطبيعية الجسدانية أن نكون دائمًا مصدر التعليم والتشريع للآخرين. وحقيقة أن الذين يعلِّمون لهم دينونة أعظم، بالمقارنة بمَن يتعلَّمون، تقودنا إلى وقفة للتفكير.

والرسول يعقوب إنما يُعزز ما علَّم به الرب يسوع نفسه في متى23: 14 مُخاطبًا الكتبة والفريسيين، الذين أقاموا أنفسهم معلِّمين للآخرين، فقال: «ويلٌ لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! ... لذلك تأخذون دينونة أعظم». حقيقة واضحة إذًا، في ضوء هذه الكلمات، أن هناك درجات مختلفة في شدة دينونة الله، وأن الذين وصلهم نور ومعرفة أكثر، متوقع منهم أكثر، وبالتالي سيُدانون على مستوى أعلى. ومن الواضح أيضًا أننا سنُدان حسب الموقع الذي نشغله، سواء دُعينا إليه من الرب أو لا. وفي ضوء هذا، فلنحترس من الاندفاع إلى إقامة أنفسنا كمعلمين. ومن الناحية الأخرى، إذا دعا الله فعلاً أي إنسان ليكون مُعلِّمًا، أو ليقوم بأية خدمة أخرى، فويلٌ له إذا تنصَّل من هذه المسؤولية، وطمَر الوزنة المُعطاة له.

والحقيقة الواضحة هي: «أننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا» (الآية2)، أي أننا كثيرًا ما نعثر. وأكثر العثرات هي تلك المتعلقة بالكلام. والعثرة في الكلام ضد الله خطيرة، وبالذات إذا كنا معلّمين، لأننا نُعلِّم بالكلام. وحالة ”موسى“ هي صورة لذلك. لقد كان مُعلِّمًا، أقامه الله وعلَّمه، ولذلك فكلماته كانت هي كلمات الله. وعندما عثر في الكلام، تلقى دينونة أقسى من دينونة أي شخص إسرائيلي ارتكب نفس الخطية.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net