الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطريق إلى العظمة الحقيقية
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فيِكُمْ عَظيِمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ ..أَوَّلاً، يَكُونُ لِلجَميِعِ عَبْدًا ( مر 10: 43 ، 44)
لم يجد الرب في ذلك الوقت تلميذًا واحدًا بين الاثني عشر يستطيع أن يشاركه في فكره وفي شعوره، أو يفهم الضرورة التي دفعته إلى احتمال الآلام. وإذ كان يتملَّكهم فكر إقامة الملكوت على الأرض، تقدم إليه يعقوب ويوحنا برغبة في أن يكون لهما مكان ممتاز؛ واحد عن اليمين والآخر عن يسار الرب في الملكوت ( مر 10: 35 - 37). لقد كان عندهم إيمان حقيقي بإقامة الملكوت، ولكن كما يحدث كثيرًا معنا، كان للجسد غير المحكوم عليه قدر كبير من التدخل في دائرة الإيمان. لقد رأوا في الملكوت فرصة لرِفعتهم الشخصية أكثر من كونه دائرة لاستعلان مجد المسيح. «المولود من الجسد جسدٌ هو» ( يو 3: 6 )، فالجسد دائمًا كما هو لا يتغير حتى في أعظم قديس. وكم من مرات يُظهر وجهه القبيح في مَن نظن أنه شيء أو مَن نعطيه اعتبارًا أكثر؟

ولقد حوَّل الرب سؤال يعقوب ويوحنا الجسدي إلى فرصة لتعليم التلاميذ وإرشادهم، فأكد لهم أن السبيل إلى مجد الملكوت هو طريق الآلام. لقد كان عليه هو وحده أن يحتمل الآلام الكفارية على الصليب، ويحتمل ترك الله له. ولكن التلاميذ كان لهم امتياز شرب كأس الآلام من يد البشر فقط. وبالرغم من أنه أكدّ لهم امتياز احتمال الآلام من أجل اسمه، إلا أنه لم يُعطِ لأحدهم حق الجلوس على يمينه أو عن يساره في الملكوت. لقد أخذ مكان الخادم وترك للآب حق اختيار مَن يكون له مكان متميز في يوم المجد ( مر 10: 38 - 40).

وعلاوة على ذلك ظهر الجسد أيضًا في التلاميذ العشرة، إذ اغتاظوا وملأت الغيرة قلوبهم (ع41). ولقد قال واحد: ”لا يظهر الجسد فقط عندما يخطئ أحدهم، ولكنه قد يظهر أيضًا في الطريقة التي نتصرف بها في حالة ظهور الخطأ من الآخرين“. فالغيظ الذي ملأ التلاميذ، أظهر كبرياء قلوبهم، تمامًا كما ظهر كبرياء قلبيّ الاثنين اللذين طلبا لأنفسهما المركز الأعلى. فدعاهم الرب يسوع إليه، وصحح أفكار التلميذين الجسدية، كما صحح أفكار باقي التلاميذ العشرة، بأن وضع أمامهم الطريق إلى العظمة الحقيقية. فمع أنه لم يُعطِهم المكان الأعلى في الملكوت، إلا أنه أوضح لهم الطريق إلى ذلك. فالذي يأخذ المكان الأخير كخادم الكل على الأرض، سوف يكون له المكان الأعلى في المجد. ولقد كان المسيح كابن الإنسان هو المثال الأعظم لكل مَن يتخذ هذا الطريق.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net