الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثيران باشان
أَحَاطَتْ بِي ثِيرَانٌ كَثِيرَةٌ. أَقْوِيَاءُ بَاشَانَ اكْتَنَفَتْنِي. فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ كَأَسَدٍ مُفْتَرِسٍ مُزَمْجِرٍ ... ( مزمور 22: 12 ، 13)
تشتهر منطقة باشان بخصوبة مراعيها، والبقرات بها سمينة وتنطح. وثيران باشان صورة لقادة الأمة اليهودية كما نفهم من قول عاموس النبي «اسمعي هذا القول يا بقرات باشان التي في جبل السامرة، الظالمة المساكين، الساحقة البائسين» ( عا 4: 1 ). وهم في هذا صورة للقوة الجامحة والكبرياء المتمردة!

هذا عن قوتهم، أما عن سلوكهم فيُقال إن الثيران عندما تشاهد أي جسم غريب فإنها تحيط به في دائرة، ثم تهجم عليه مع أول إثارة، وتعمل فيه نطحًا وتنكيلاً. هكذا كان رؤساء أُمة اليهود. لقد أحاطوا بالمسيح لا سيما في المحاكمة طالبين صلبه، مفضلين عليه رجلاً قاتلاً «فَغَروا عليَّ أفواهَهُم كأسدٍ مُفترس مُزمجر» (ع13).

وفي مزمور22 تحدث الرب بعد ذلك عن الجند الرومان قائلاً: «لأنه قد أحاطت بي كلابٌ. جماعةٌ من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يديَّ ورجليَّ» (ع16). وهناك فارق بين الكلاب والأسد، فالكلاب تُمزق بأنيابها، أما الأسد فإنه يفترس. فقد يلذ للجنود الرومان قساة القلب أن يجلدوا الرب يسوع، أما قادة الأمة اليهود فلم يكن يكفيهم أقل من قتله. وهؤلاء الذين كانوا كالنعامة الجبانة أمام بطش الرومان استأسدوا على حَمَل الله الوديع!

ثم يقول المسيح: «كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي» (ع14). وعندما يقول المسيح «كالماء انسكبت» فهذه صورة لمنتهى الضعف؛ لأنه هل توجد صعوبة في سكب الماء؟ إن أضعف شخص بوسعه أن يفعل ذلك. كما أن سرعة الماء تزداد مع سقوطه، ولا توجد لديه أية إمكانية للتماسك، ولا لأن يرجع إلى وضعه الأول. وهذا كله صورة للضعف المتناهي.

لكن الماء المُهراق ليس فقط صورة للضعف، بل أيضًا لاستحالة جمعه من جديد. لقد أهرق وتبعثر وانتهى الأمر. قالت المرأة التقوعية لداود: «لأنه لا بد أن نموت ونكون كالماء المُهرَاق على الأرض الذي لا يُجمع أيضًا» ( 2صم 14: 14 ). هكذا ظن الأعداء أنهم تخلَّصوا من المسيح إلى الأبد، وأن أمره انتهى كالماء المُهراق، لكن طاش سهمهم، إذ أقامه الله وأجلسه عن يمينه في السماويات!

عزيزي: أ ليس عجيبًا أن ذاك الذي اسمه دُهنٌ مُهراق ( نش 1:  3)، من أجلي ومن أجلك صار كالماء المُهراق!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net