الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نارٌ دائمةٌ
ِهيَ الْمُحْرَقَةُ تَكُونُ ... فَوْقَ الْمَذْبَحِ كُلَّ اللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحِ..نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ. لاَ تَطْفَأُ ( لاويين 6: 9 - 13)
عندما نحلّ في المجد الإلهي إلى أبد الآبدين، فإن أساس قبولنا هناك هو نفسه أساس قبولنا الآن أمام الله. وعندما يصنع الله السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي يسكن فيها البر، سيكون الأساس لمشهد البركات هو الرائحة الطيبة لذبيحة المسيح، إذ قدَّم نفسه لله بلا عيب. إنني لا أعرف شيئًا آخر يمنح النفس سلامًا كما يجلبه هذا الحق الثمين.

إننا إنما نستند إلى تقدير الله لعمل المسيح، وقيمة عمل ابن محبته في عينيه. هذا هو الأساس الذي نبني عليه سلامنا، والذي نركن إليه من أجل خلاصنا الأبدي. ويا له من أساس متين، ومرفأ مكين نستند إليه بدون خوف ولا وَجَلْ! ما أهنأ نفوسنا به إلى أبد الآبدين!

منذ أمد ليس بطويل قلت لجماعة من المؤمنين: ”إنه أمر عظيم أن نكون مؤهلين للسماء الآن، كما سنكون في الأبدية“. في البداية لم يفطنوا لِما أقول، ولم يصدقوا تمامًا، بل ولم يوافقوا على كلامي. عندئذٍ سألتهم: ”ما الذي يؤهلنا لأن نُساكن المسيح في المجد؟“ فأجابوا: ”عمل المسيح بالطبع“. قلت لهم: ”وهل عمل المسيح سيكون أكرم لدى الله يوم نحلّ في المجد منه اليوم؟“ أجابوا: ”ولا بمثقال ذرة“. قلت: ”إذًا حال كوننا مؤمنين، فإن الحق المُبارك هو أننا مؤهلون للمجد الآن، كما يوم نكون فيه فعلاً، على أساس العمل ذاته، رغم أننا سنستريح حينئذٍ من وجود الخطية، ونلبس جسدًا مُمجَّدًا كجسد المسيح“.

الآن في سيرنا في البرية قد نفشل، وقد نبتعد عن الرب، وقد تَفتُر محبتنا وتتقسَّى قلوبنا حتى تُمسي حجرًا باردًا أصمًا. ثم هناك المسيحية الاسمية بأخطائها الفادحة، ورغم كل ذلك فما أجمل أن يشغَل تفكيرنا ”المُحرَقة“ التي «على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح»؛ الرائحة الطيبة المتصاعدة منها باستمرار أمام الله، لا تزول ولا تضمحل، لتظل طوال الأبدية في قوَّتها في كل لحظة فيها كأنما قُدِّمت في تلك اللحظة. نعم، فَمَنْ ذا الذي يُقدِّر ما هو المسيح لدى الله إذ قدَّم نفسه له بلا عيب بروح أزلي ( عب 9: 14 ).

ليت الرب يُعطينا – أصدقائي الأحباء – أن نعرف أكثر، ذلك العمل العجيب الذي أتمَّه الرب على الصليب؛ ما هو بالنسبة لله، وماذا صنع معنا. هذا هو موضوع تسبيحنا في المجد، عندما نعرف كما عُرفنا، وذات المُخلِّص المُبارَك نفسه يُصبح غرض قلوبنا، وصاحب سجودنا الحقيقي.

ر. ف. كينجسكوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net