الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن صدَّق خبرنا؟
مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنا؟ ولمَن اسْتُعلِنَتّْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ ( إشعياء 53: 1 )
* إلهنا العظيم .. من يصدِّق أنك وأنت الله الكائن على الكل إلهًا مباركًا، الساكن السماء، تفكر أن تأتي لتزور الإنسان بنفسك، وتفديه لتأخذ من الناس شعبًا خاصًا إلى بيت الآب! مَن يصدِّق أنه لكي تتمم رحلتك، خلعت رداء مجدك ولبست جسم بشريتنا في ضعفه ومحدوديته؟ مَن يصدق أنك يوم تممت رحلتك أُغلِقت في وجهك كل الأبواب ولم يكن لك موضع في منزل. مَن يصدِّق أن الأمم قد ارتجَّت وتفكَّر الشعوب بالباطل يوم ميلاد المخلِّص!! سيدي أي عاقل يصدِّق أنك لم تتراجع فورًا عن رحلتك وترجع إلى السماء، وكل هذا نظرا لمحبتك للإنسان ولأبيك؛ مَن يصدِّق!! إلهنا العظيم .. إننا نسجد خاشعين أمام أعظم وأنجح وأمجد رحلة في تاريخ الأرض والسماء والتي ما كان إلا حب الإله ليصمد أمام كل عقباتها.

* سيدي .. مَن يصدِّق أنك وأنت الغني قد افتقرت ماديًا من أجلنا؛ فلم يكن لديك دينار ولا حتى فلسين، فأعالتك النساء من أموالهن ورضيت!! وكل ذا لتغنيني أنا الفقير البائس!! مَن يصدِّق أنك افتقرت للكرامة حتى أُتهِمت بالجنون، ووصفت بأنك سامري وبك شيطان!! مَن يصدِّق أنك افتقرت للشركة حتى إن المطوَّبة ويوسف لم يفهموك وأنت بعد صبي في الثانية عشر من عمرك. وتلاميذك رجال سرِّك تعلِّمهم عن الصليب؛ وما تقوله لهم في يومهم ينسوه في غدهم. مَن يصدِّق أن موضوع الحضن الأبوي، معلِّم البشرية، غامر الأرض بالمعجزات الإلهية، الفيَّاض بنعمته الغنية، عاش كقوق البرية طيلة حياته؛ ترحب به البراري وإلهه فقط!!

* مَن يصدِّق أن رئيس الحياة جاء إلى عالمنا ليموت فدية عن الأموات!! ومَن يصدِّق أنه اختار أبشع ميتة؛ ميتة الصلب ليتمم الفداء! مَن يصدِّق أن المصلوب ظلت طاقاته الذهنية بكمالها حتى النهاية، والموت لم يَدْنُ منه إطلاقًا، ولكنه ذهب إليه بخطوات ثابتة وبكامل إرادته! مَن يصدِّق أن روحه لم تفارقه، ولكنه بمُطلق إرادته بعد إكمال العمل وبعد أن قال «قد أُكمِل»، استودع روحه وديعة أمانة في يد أبيه! مَن يصدِّق أنه بعد إكمال العمل فُتحت الأبواب الدهريات لبيت الآب لدخول البشر المفديين؟ مَن يصدق!!

* إلهنا العظيم .. يحق للعاقل أن لا يصدِّق، وللفيلسوف أن يتهكم، وأما مساكين النعمة فلا يَسَعهم إلا أن يقبِّلوا قدميك لقوة نعمتك التي ألزمتهم أن يصدِّقوا الخبر. من يصدِّق خبرنا؟

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net