هذه الدعوة في تمام المناسبة لكل إنسان ليست له علاقة شخصية بالمسيح، وهى أيضًا دعوة بلا أية شروط. «تعرَّف بهِ»: تعرَّف به أنت، وكما أنت، كن في عِشرة وصداقة معه. لقد قيل عن أخنوخ «وسارَ أخنوخ مع الله»، وعن إبراهيم أبي المؤمنين أنه دُعيَ خليل الله. أما المسيح فقال لتلاميذه: «لا أُسمِّيكم عبيدًا ... لكني قد سمَّيتكم أحباء (أصدقاء) لأني أعلَمتُكم بكل ما سمعتهُ من أبي» ( يو 15: 15 ). هذه مجرَّد نماذج سجلها الله في الإنجيل لكي يُعَرِّفنا برغبته، ويُشوِّقنا لكي تكون علاقتنا به من هذا النوع الراقي.
وإن لم تكن - عزيزي القارئ - قد بدأت علاقتك به إلى الآن فهذه دعوة شخصية موجَّهة لك لكى تتعرف به الآن، بغض النظر عن ماضيك، شَرَّكْ أو تديُّنك، ومهما كان الحجم أو المدة، لو كنت مستبيحًا أو حافظًا للوصايا منذ حداثتك، تُمارس الطقوس أو الفروض بحرص وانتظام، حتى ما يكون مظهرك الدينى مقبولاً، وسُمعتك بين الناس على خير ما يُرام. هل تفعل كل ذلك دون أي تغيير حقيقي في داخلك؟ هل تشعر بالخوف وعدم الأمان، وعدم رضا الله عنك بسبب خطاياك التي تُخبئها عن عيون البشر ولكنها مكشوفه أمام ضميرك الذى يشتكى عليك، وأمام الله الذي يرى في الظلمة كما في النور؟ إن الخبر السار الذى أسوقه لك وأنت تقرأ الآن، أن الفرصة ما زالت سانحة أمامك لكي ترجع إلى الرب بالتوبة والإيمان وتتصالح معه، لأن العبارة «تعرَّف به واسلَمْ» تعني تصالح معه وعِش في سلام؛ سلام مع الله ومع نفسك ومع الناس.
«بذلك يأتيكَ خيرٌ»: أي أنك لست في حاجة للبحث أو الجري لتحصل على الخير، لأنك بمجرد أن تتصالح مع الله وتعيش فى سلام، يأتيك الخير؛ الخير يسعى إليك، الخير الروحي والخير الزمني يأتيانك من الله، نبع ومصدر كل العطايا والبركات الجيدة. وإليك يا عزيزي بعضها: غفران الخطايا، سلام الضمير، اليقين بأن إلهى يملأ كل احتياجى بحسب غناه، التعزية في الأحزان، والمساندة والتشجيع في التجارب، سلام النُصرة على الموت، نصيب أكيد في قيامة الأبرار، إكليل لا يفنى في السماء.
ليتك تكون قد اشتقت لاختبار حلاوة الاعتشار بالله، فتعيش في سلام، وتنتظر الخير الحقيقي ليأتيك.