الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 19 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قديسان مُحبطان!
فَقَالَ لَهُمَا: مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟..أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ ( لوقا 24: 17 ، 25)
يمكننا أن نَصِف تلميذي عمواس بأنهما قديسان مُحبَطان. إنهما كباقى المؤمنين المدفوعين باحتياجاتهم، والمشدوهين من نعمته، انجذبوا إلى الرب يسوع. لقد شاهدوا أعمال قوته القديرة، وسمعوا كلمات نعمته، وتبعوا مسلَك محبته المقدس، وكانوا في قناعة تامة من كونه هو المسيا الذى طال انتظاره، بل وكانوا في تمام اليقين يتوقعون كسر نير عبودية الرومان عنهم، وتحرير إسرائيل بالقوة من كل أعدائه. لكن للأسف! أسلَم رؤساء الكهنة والولاة مسياهم إلى الموت. وبدلاً من أن يأخذ عرشه كملك الملوك سُمِّر على صليب بين اثنين مُذنبين، وبدلاً من أن يضع أعدائه موطئًا لقدميه، داسه أعداؤه رغم كونه ابن الله. وهكذا تحطمت – وبقسوة – كل أُمنياتهم وانتظاراتهم، وأصبحا مُحبَطين يائسين.

ولقد ظهرت نتيجة هذا الإحباط سريعًا، فأدارا ظهريهما لجماعة المؤمنين الصغيرة فى أورشليم، وبدون تردد مضوا «في ذلك اليوم» إلى بيتهما فى عمواس، وفيما هما ماشيان فى طريقهما كانا «يتكلمان ويتحاوران» (ع15)، وفيما هما يتحاوران كانا «عابسين» (ع17).

ولكن هل تساءلنا عن الأسباب الجذرية وراء إحباط تلميذي عمواس؟ لقد كانا مشغولين بأفكارهما الخاصة عن المسيح بدلاً من أفكار الله. وبعقول مشحونة بأفكار بشرية لم يستطيعا أن يفهما الأفكار الإلهية – لقد كانا «بطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلَّم به الأنبياء» (ع25). فكان عدم الإيمان وراء إحباطهما، وهو ما أطلق ألسنتهما ليتحاورا، فملأ قلبيهما حزنًا وأمسك أعينهما مُقفلة عن معرفة الرب. وما هى الفكرة التى ليست حسب الإيمان التى ملأت عقليهما؟ ببساطة هى: أنهما اعتقدا أن يأتيا بالمسيح إلى ظروفهما، لمجدهما الزائل، ولراحتهما وبركتهما الأرضية.

ألا نُشبه فى أحيانًا كثيرة هذين التلميذين؟ أ ليست هذه فكرة سائدة فى المسيحية: أن المسيح جاء إلى العالم ليصنع منه مكانًا أفضل وأسعد لنا؟ ألا نحاول فى بعض الأحيان أن نستحضر المسيح إلى ظروفنا لراحتنا الوقتية ومجدنا الأرضى؟ وبهذه الأفكار التى وضعناها فى عقولنا ألا نشعر بالإحباط العميق حيال ظروفنا الصعبة وانتسابنا إلى شعب الرب الذى يضم جماعة من فقراء ومُزدرى هذا العالم، فنشعر بصِغَر النفس واللوم الذى قد يصل إلى حد الشعور بالنقص والمُعاناة؟

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net