الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قايين وهابيل
بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. ..إذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ.. ( عبرانيين 11: 4 )
كانت تقدمة قايين من أثمار الأرض التي لعنها الله، لم تُعبِِّر عن موت بديل، أي كانت تنكر حاجة الإنسان إلى الفداء، وهو الدرس الأساسي الذي يحتاج إليه الإنسان الذي يدرك أنه خاطئ يستحق الموت؛ الاحتياج إلى الفداء. وهذا هو الدرس الأساسي في قصة قايين وهابيل. وهذا هو المقصود بالقول:

«وإن مات، يتكلم بعد!». إنه يُعطي موعظة تبشيرية بليغة، وكأنه يقول: ”إياكم والاتكال على أعمالكم. تمسكوا بالفادي الذي لنا فيه الفداء بدمه، حتى لو أدَّى الأمر للاستشهاد“.

وفي قايين نرى مصير الإنسان المتديِّن الذي يريد أن يُقبَل لدى الله على أساس أعماله. قد يقول شخص إن قايين كان «عَامِلاً فِي الأَرضِ» فمن الطبيعي أن يقدِّم من ثمار الأرض. نعم، قد يكون هذا طبيعيًا، وهو دليلٌ على أن «الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة» ( 1كو 2: 14 ). وهذا نراه بوضوح بخصوص موت المسيح «فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المُخلَّصين فهي قوة الله» ( 1كو 1: 18 ).

ونرى في تعامل الله مع قايين صبر الله وأناته، فلم يكن قايين يجهل هذه الأمور، ومع ذلك فقد أعطاه الله فرصة للتوبة وللسلوك في الطريق الذي عيَّنه الله. ولكنه تجاهل النصيحة الإلهية، فظهر شرّ قلبه غير المؤمن «وحدثَ إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيهِ وقتله. فقال الرب لقايين: أين هابيل أخوك؟ فقال: لا أعلم! أ حارسٌ أنا لأخي؟» ( تك 4: 8 ، 9). وبهذا نرى التدهور لمَن يسلك في طريق قايين؛ ففي قوله «لا أعلم!»، كان يكذب على الله، كأن الله لا يعرف. وبعد ذلك يقول لله بوقاحة: «أ حارسٌ أنا لأخي؟» أي أن سؤالك هذا لا معنى له، وليس في محله. وكانت النتيجة أنه جلب اللعنة على نفسه وأصبح تائهًا وهاربًا في الأرض، أي متشردًا. مع ذلك فقد «جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتلَهُ كلُّ مَن وجدَهُ» ( تك 4: 15 ). يا للعجب! لقد سمح الله لقايين أن يقتل هابيل، ولكنه لم يُصرِّح لأحد أن يقتل قايين. إذًا لا نندهش إذا كان المؤمنون يُضطَهَدون ويُقتَلون، بينما لا يُصرَّح لهم أن ينتقموا من مضطهديهم. ولكن ماذا يقول لنا عن الذين يسلكون في طريق قايين؟ «ويلٌ لهم لأنهم سلكوا طريق قايين» (يه11). حقًا ما أخطره طريق! هو طريق الهلاك الأبدي.

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net