الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأهلية للسماء
شَاكِرينَ الآبَ الذِي أَهَّلَنَا لِشرِكَةِ مِيرَاثِ القِدِّيسينَ فِي النُّورِ ( كولوسي 1: 12 )
أعزائي .. إن الحقيقة التي يجب أن نذكرها باستمرار هي أن غاية الإنجيل العظمى هي أن يتقابل الخاطئ مع الله ويفوز بالخلاص الأبدي، ويتيقن من مستقبله الأبدي معه في السماء.

حمدًا لله لأجل هذا الإعلان في كلمته، أن الإنسان في هلاكه موضوع نعمة الله. ولكن أين تجد النعمة الإنسان الخاطئ؟ ما الذي تعمله لأجله؟ وإلى أين تُدخِله؟

تجد النعمة الخاطئ عبدًا للشيطان والظلمة، وتُخرجه من هذه الحالة. من كل آثامه تطهره، وتنقله إلى النور وحرية أولاد الله. فالإنسان عندما يتجاوب مع نعمة الله يمكنه أن ينال البركة المُقدمة له، بركة كاملة ليس بوصية مُعطاة له ليحفظها، وليس بالجهاد الطويل؛ بالصوم والصلاة، فردية كانت هذه الأشياء أو جماعية، مع لزومها في مكانها الخاص ـ ولكن بنعمة الله العاملة بالقوة، التي تُدخل الإنسان في علاقة جديدة مع الله.

عمل النعمة هذا يفوق كل فكر إنساني، مهما سَمَا، ويُقبَل بالإيمان فقط. إن كلمة الله تُعلنه، والإيمان يقبله ويؤكد صحته دون أقل شك.

ونستطيع أن نرى في اللص على الصليب الذي آمن بالمسيح، أنه تأهَّل للسماء بنفس الدرجة كما لو كان قد عاش 50 سنة كأنقى قديس على الأرض. فإكليله كان يتغير، ولكن شخصه لم يكن ليصير أكثر أهلية لدوائر النور والمجد. بالنعمة التي امتلكها بالإيمان، أصبح له المسيح وقُبِلَ في السماء.

والابن الضال مثال آخر من نفس النوع، إذ قابله الأب بمحبته الأبوية، وصالحه بقُبلته الأبوية، وختَمه بخاتمه الأبوي، صار له أفضل ما في البيت. لقد ترك الخرنوب ليأكل العجل المُسمَّن، ذلك كان أكلته الأخيرة في الكورة البعيدة، وهذا كان أكلته الأولى في الدائرة الجديدة. فنعمة الله دائماً مُدهشة وهي تربط نفسها دائمًا بكل أعوازنا. إنها تستحضرنا إلى مكان وعلاقة لا يعرفها مَنْ ليس فيها.

إن السيد المبارك لا يزال فاتحًا ذراعيه لقبول كل مَن يأتي إليه، مُرحبًا به كما رحَّب باللّص التائب على الصليب. ليتك تأتي أيها القارئ العزيز إن كنت لم تفعل ذلك بعد، وتخضع لكلمته، وتفرح بالنعمة العظيمة التي لك في قلب الله، والتي تؤهلك للعلاقة معه هنا، والوجود معه في السماء إلى الأبد.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net