الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النُّعَمَاء
حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي ( مزمور 16: 6 )
المزمور السادس عشر يُرينا الرب يسوع المسيح الإنسان الكامل في اعتماده على الله «احفظني يا الله لأني عليكَ توكلت» (ع1)، هذا كان عنوان حياته من المذود إلى خشبة العار، فلم يطرح ثقته بالله لحظة واحدة، ولم يدخل قلبه قط انتظار الناس، أو رجاء في الأرض. لذلك استطاع في كل زمان ومكان، وفي أي ظرف من الظروف، أن يقول: «حبالٌ وقعت لي في النُّعماء».

وأماكن ”النُّعَمَاءِ“ هذه قد لا تكون أماكن سهلة مُمهدة، ولا مُشمِسة مُنيرة، ولا محبوبة للَّحم والدم، ولكن القلب الواثق والإرادة الخاضعة، والروح المعتمدة على الله، تعتبرها ”نُّعَمَاء“. فالرب يسوع كان يُساء فهم أقواله، ويُتَّهم بالجنون، وكان يُحتَّقر ويُرفَض، ويُسلَّم ويُنكَر، ويُترَك من أحبائه، ويُبصَق عليه ويُهزأ به ويُنبَذ، وفي هذا كله كان يستطيع أن يقول: «حبالٌ وقعت لي في النُّعماء، فالميراث حسنٌ عندي». فربنا المبارك يصف حباله وميراثه بأنها ”نُّعَمَاء وحسنة“، مع أنه كان رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن!!

ولِمَ هذا؟ لأن الله كان مالئًا دائرة نظره كلها. على أننا إذا نظرنا بالعين الطبيعية إلى ظروفه الخارجية، لا تظهر لنا بأي حال من الأحوال أنها نُّعَمَاء أو حسنة. لم يكن لهذا العالم شيء يُقدّمه إلى ذلك الشخص السَّماوي إلا المذود، وإكليل الشوك، والخل، والقصبة، والحربة، والقبر المُستعار، ومع كل ذلك نسمعه يقول إن حِبَاله وَقَعَتْ فِي النُّعَمَاءِ، وأن مِيراثُه حَسَنٌ.

عزيزي المؤمن: هذه كلمات الرب يسوع مَثَلك الأعلى. كلمات مَنْ ترك لك مثالاً لكي تتبع خطواته. فهل تشعر أن الحِبَال وَقَعَتْ لكَ في النُّعَمَاءِ، وأن المِيراث حَسَنٌ عندك؟ إنك لا تحتاج في الإجابة عن هذا السؤال أن تنظر داخلك أو حولك. إنك لا تستمد الإجابة من الظروف والمؤثرات، ولا مما هو مُحيط بك من الناس والحوادث، بل انظر إلى فوق، إلى السماء، لأن هناك وقعت حِبَالك، وهناك ميراثك. حِبَالك قد وقعت في المنازل الكثيرة التي في بيت الآب في العُلا، وميراثك هو الملكوت الذي لا يتزعزع. قد أُعدَّ لك كل شيء، ولن يُعوزك شيء من الخير؛ فالمسيح نصيبك، والسماء وطنك، والمجد مقرك الأبدي، والمحبة قد ألبستك ثوب البر الإلهي، وستُلبسك قريبًا الإكليل، وتجعلك عمودًا في هيكل الله إلى الأبد. فيجب أن تكون لغتك ”النُّعماء والميراث الحَسَن“.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net