الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرنيليوس وبطرس
يَا كَرْنِيلِيُوسُ! ... أَرْسِلْ ... وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ ... هُوَ يَقُولُ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ ( أعمال 10: 3 - 6)
أُرسِل الملاك إلى ”كرنيليوس“ ليوجِّهه أن يرسل إلى ”يَافَا“ ليستدعي بطرس. ولم يكن هناك أية مشكلة في هذا، لأن كرنيليوس فعل في الحال، كما قيل له من الملاك. ولنلاحظ أن الملاك لم يختصر القصة الطويلة بأن أبلغ الرسالة بنفسه لكرنيليوس؛ فرسالة النعمة لا يمكن أن يوصلها بالشكل السليم، إلا رجل اختبر هو نفسه النعمة. ولذلك، ينبغي استدعاء بطرس. لقد نظر الله إلى صلوات وصدقَات كرنيليوس (ع4)، حيث إنها كانت تُعبِّر عن سعي قلبه بإخلاص إلى الله. ولو أنه، بعد سماعه رسالة الإنجيل، تجاهلها واستمر في صلواته وطلباته، لاختلف الأمر، وما كانت لتصعد تذكارًا أمام الله.

بعد هذا يأتي وصف لتعاملات الله التمهيدية مع بطرس، بواسطة ”غيبة“ وقعت عليه. وكان الأمر أكثر صعوبة هنا، لأنه كان لا يزال مقيَّدًا بأفكاره اليهودية، وكان ينبغي تخليصه منها. كان المُستمعون جاهزين، ولكن كان يجب إعداد الكارز ليذهب. ويسجل هنا أنه «صعد ... على السطح ليصلي» (ع9)، لذلك كان في الموقف المناسب لتلقي الإرشاد اللازم. وهنا نجد، ليس فقط شخصًا باحثًا أحياه روح الرب يصلي، بل أيضًا خادمًا يصلي. ولذلك تحققت نتائج باهرة.

فالملاءة العظيمة التي رآها بطرس نازلة من السماء المفتوحة (ع11)، كانت تحوي كل أنواع الحيوانات؛ الطاهرة والنجسة. وأُمِر بطرس أن يُشبع جوعه بأن يذبح ويأكل، وكان في إمكانه أن يفعل هذا باختيار حيوان طاهر ليأكله. ولكنه امتنع. فقيل له إن الله يستطيع أن يُطهر النجس، وقد فعل ذلك فعلاً، وما طهَّره الله لا يستطيع هو أن يعتبره نجسًا. وقد تكرر هذا ثلاث مرات، لكي يرسخ معناه في فكر بطرس. ونستطيع أن نرى في الرؤيا رمزًا واضحًا لرسالة الإنجيل، التي تأتي من سماء مفتوحة، والتي تضم بين ثناياها الكثيرين، ومن بينهم الكثير من الأمم، الذين كانوا يُحسَبون نجسين طقسيًا، ولكن النعمة طهرتهم جميعًا، وفي النهاية أُصعدوا إلى السماء.

في البداية، ارتاب بطرس في معنى كل هذا، لأن التعصب القديم يتلاشى ببطء، ولكن بينما استمر بطرس في التساؤل، اتضح الموقف بوصول مَنْ أرسلهم كرنيليوس (ع17). ووجَّهه الروح القدس بوضوح أن يذهب معهم، وأن يحمل رسالة الإنجيل إلى ذلك الروماني طالب الله. فذلك الأممي ”النجس“ له أن يَخلُص.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net