الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح صاعدًا
أَخْرَجَهُمْ خَارِجًا .. وَرَفَعَ يَدَيِهِ وَبَارَكَهُمْ، وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إلَى السَّمَاءِ ( لوقا 24: 50 ، 51)
بعد قيامة المسيح من الأموات، صعد إلى السماء وارتفع إلى مقام الإعزاز والكرامة عند الله. ودعنا نلاحظ الآن هذه الحقائق الأربع:

أولاً: صعد المسيح شخصيًا:

وفي هذا نقرأ: «أما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضًا..» ( أف 4: 9 ) هذا معناه أنه الشخص نفسه. إنه شخص واحد لا شخصان، وفي هذا أيضًا قال الملاكان للتلاميذ بعد صعود المسيح «إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء» ( أع 1: 11 ). صعد المسيح إلى السماء شخصيًا، وسيأتي أيضًا شخصيًا.

ثانيًا: صعد المسيح إلى السماء منظورًا.

فيقول الملاكان للتلاميذ: «إن يسوع هذا.. سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء». ولهذا كان انفراده عنهم، ليوجه أنظارهم إليه، وليروه صاعدًا. لاحظ أن المسيح بعد قيامته من الأموات لم تَرَه إلا عيون المؤمنين فقط. أما الأشرار فلم يروه ولا مرة واحدة إلى أن صعد إلى السماء منظورًا من تلاميذه وحدهم. وهكذا لا بد أن يأتي المسيح مجيئًا خاصًا بقديسيه، ولن يراه سواهم.

نعم، سيأتي المسيح ومعه كل القديسين الذين سيكون قد سبق أن جاء وأخذهم إليه. وسيكون مجيئه هذه المرة للدينونة كقول أخنوخ صاحب أقدم نبوة: «هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه (أي مَحوطًا بجماهير المؤمنين الحقيقيين) ليصنع دينونة على الجميع» (يه14).

ثالثًا: صعد المسيح إلى السماء مجيدًا.

فالسحابة التي أخذت المسيح عن عيون التلاميذ ليست هي سحابة من بخار الماء، بل هي سحابة المجد التي نقرأ عنها كثيرًا في الكتاب المقدس. ويقول الكتاب عن المسيح: «رُفع في المجد». وعندما يأتي المسيح، سيأتي بمجده ( لو 9: 26 ). بل إن المسيح لا بد أن يغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ( في 3: 21 ).

رابعًا: صعد المسيح مُبارِكًا.

إذ رفع المسيح يديه وبارك تلاميذه، وفيما هو يباركهم أُصعِدَ إلى السماء. ولا زالت يداه مرفوعتين بالبركة. وما أروع تلك البركة التي تأتينا من يديه المثقوبتين! وكما صعد المسيح مُبارِكًا، لا بد أن يأتينا قريبًا بالبركة أيضًا. وهل هناك بركة أعظم من مجيئه لأخذنا إليه لنكون معه ومثله إلى أبد الآبدين؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net