الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 23 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الثياب الجديدة
أَخْرَجَ الْعَبْدُ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ ( تكوين 24: 53 )
ماذا تعني الثياب التي أعطاها العبد لرفقة؟ الثياب - في كلمة الله – تُشير إلى نَمَط الحياة وأسلوب المعيشة، وإلى السلوك الظاهر أمام الناس. وكان على رفقة أن تتخلَّص مِن، وتستبدل ثيابها القديمة؛ الثياب التي تتناسب مع موضات حاران، وكان لها أن تلبس ما يوافق ذوق إسحاق مما أحضره لها العبد من ثياب جديدة، من كنعان. وحاران تمثل العالم المستقل عن الله، أما كنعان فتمثل السماويات.

وهكذا كل زوجة مسيحية مؤمنة يجب أن تطرح عنها كل الصفات التي كانت تحيط بها في الماضي كأنها رداء، هذا الرداء الذي يصفه لنا الروح القدس في كولوسي3: 8، 9 «وأما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضًا الكل: الغضب، السَّخَط، الخُبث، التجديف، الكلام القبيح من أفواهكم. لا تكذبوا بعضكم على بعض، إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله»؛ هذا الرداء القبيح الذي كان يُوصمنا قبل الإيمان، يجب ألاّ يظهر ثانيةً في حياتنا.

وفي كولوسي3: 12- 15 نجد وصف لقِطَع الثياب التي يجب أن نلبسها، وهي على النقيض تمامًا للثياب التي يجب أن نخلعها «فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولُطفًا، وتواضعًا، ووداعة، وطول أناة، مُحتملين بعضكم بعضًا، ومسامحين بعضكم بعضًا ... وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال. وليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليهِ دُعيتم في جسدٍ واحد، وكونوا شاكرين». وهذه كلها هي الصفات الأدبية التي نتعلمها من الرب يسوع المسيح.

أختي الفاضلة: ابدلي – بقوة الروح القدس – ثيابك القديمة، والبسي تلك التي يُسرّ بها الرب يسوع المسيح، ويُسرّ زوجك المؤمن أن يراكِ ترفلي فيها. إن صورة الرب يسوع المسيح لا تُرى في شكل أجسادنا، بل في جمال الذهن المتجدّد والقلب الجديد المتسع؛ فالقداسة، والمحبة والتواضع، والوداعة، واللطف والمسامحة؛ هذه كلها تكوِّن الأخلاق المسيحية السماوية التي لا تُحصَد من الجسد، ولا تُزرع في أرض الطبيعة المقفرة «ينبغي أن تُولدوا من فوق»، ولا فائدة من السعي لتقليد هذه الصفات الأدبية لأنها إنما ثمر عمل الروح القدس في حياة المؤمن.

والله يُسرّ بنا لا بمقدار ما تقدَّمنا – اجتماعيًا وماديًا وثقافيًا – على سوانا من الناس، بل على قدر ما ارتقينا في حياتنا إلى مستوى الرب يسوع المسيح الأدبي. ويا ليتنا جميعًا هكذا!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net