الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 28 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امْكُثْ معنا
فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: امْكُثْ مَعَنَا .. فَدَخَلَ ..مَعَهُمَا. فَلَمَّا اتَّكَأَ .. أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ .. وَنَاوَلَهُمَا، فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ( لوقا 24: 29 -31)
كان التلميذان منشغلين بالأمور المختصة بهما، لكن الرب اقتادهما إلى «الأمور المختصة به» (ع27)، وعندما أرادا أن يأتيا بالمسيح إلى اهتماماتهما، قادهما إلى اهتماماته هو، بأن يعرفوه كالمُقام خارج هذا العالم الحاضر الشرير.

لقد كشف الرب قلبيهما وأعلن لهما قلبه. وواضح أنه كان يرغب إلى أن يتوقا إلى صُحبته فوق كل شيء آخر. وهنا سيختبرهما ليرى إن كان قد وصل بهما إلى «عاقبة الرب». فحدث إذ اقتربوا إلى القرية التى كانا مُنطلقين إليها أنه «تظاهر كأنه مُنطلق إلى مكانٍ أبعد». فحينما اقترب إليهما كان لكي يُعلِّق قلبيهما به، لكنه الآن سينطلق بعيدًا عنهما لكى يقود قلبيهما وراءه. ولقد تجاوبا مع اختبار الرب لهما بروعة فائقة «فألزماه قائلين: امكُث معنا لأنه نحو المساء وقد مالَ النهار». لقد احتمل أهوال الصليب ليقتنيهما، ولكنه الآن يتعامل معهما حتى يصل أخيرًا بهما إلى أنهما يريداه.

وبذلك نرى أن الرب أتى أخيرًا، وللحظات قليلة إلى ظروفهما، لكن فقط لكي يُخرجهما من ظروفهما إلى أموره. لكن ما أرق الطريقة التى أظهر بها ذاته لهما حيث «اتكأ معهما، أخذ خبزًا وبارك وكسَّر وناولهما». ألا يذكِّرنا هذا المشهد بمشهد العلّية عندما «أخذ خبزًا وشكرَ وكسَرَ وأعطاهم قائلاً: هذا هو جسدي الذي يُبذَل عنكم. اِصنعوا هذا لذكري». لقد أعلن المشهد كله عن مَن هو، مذكِّرًا إياهما بموته الفدائي. لذلك «انفتحت أعيُنهُما وعَرَفاه». ولكن كيف عرفاه؟ ليس كأيام ما قبل الصليب وهما مشغولان بظروفهما، بل كالذى مات لكنه حيٌّ إلى الأبد. لقد اختفى عنهما فى الحال لأنه إن كنا قد عرفناه كالمُقام فلا بد من معرفته بالإيمان، طالما أننا لا زلنا فى هذا المشهد. لذلك فإن الإحباط الذى تملَّك التلاميذ عندما فقدوه على الأرض تحوَّل إلى فرح عندما وجدوه فى القيامة.

وكانت النتيجة الفورية أنهما عادا من تيهانهما، وبالرغم من أن النهار كان قد مال وحلَّ الليل، إلا أنهما عادا أدراجهما فى شوق قلبي خالص لأن ينضما إلى الجماعة الصغيرة من شعب الرب المجتمعين معًا فى أورشليم. وإذ وصلا إلى جماعتهما وجدا - لعميق بهجتهما - أنهما فى صُحبة الرب المُقام، وفي صحبته لا مكان للعبوسة والإحباط، فأعطت كل حيرتهما وحزنهما مكانًا ”للتعجب“ و”التعبد“ و”الفرح“ (ع41, 52).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net