الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كان يخاف الرَّبَّ
إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. ( 2ملوك 4: 1 )
كانت هذه شهادة زوجة عن زوجها بعد أن مات. ولا عَجَب فإن التقوى ومخافة الرب شيء لا يمكن أن يُخفى. والرائع أن هذه الشهادة قُدّمت من أهل البيت، أي ممَن كانت الاحتكاكات بهم مستمرة ومكشوفة، ومِمَن يستطيعون أن يكوِّنوا صورة مُكتملة عن الشخص. ونحن نعيش في أيام صعبة وعصيبة، فيها كثرت الخلافات العائلية، وتعالَت نغمة الشكوى بالرغم من رفاهية الحياة وترفها، وكثرة الإمكانيات وتنوعها؛ ترى ما هي شهادة القريبين مني وأهل بيتي عن تقواي؟ في هذه القصة نرى التقوى ظهرت بالرغم من التحديات الصعبة التي كانت تعيشها هذه الأسرة:

أولاً: الفقر: هذه الأسرة كانت فقيرة إلى درجة الاستدانة من الآخرين. فهل كان الفقر حائلاً دون أن يسلك هذا الزوج طريق التقوى؟ كلا. بل إن الحاجة والعوز هما الوقود الذي يجعل نور التقوى أزهى في الحياة، لأنه يجعلنا أكثر قُربًا مِن الرب والتصاقًا به. فيا أخي الحبيب: لا تشكو حالك ولا تندب حظك، بل استعمل كل شيء، حتى ظروفك الصعبة والضيقة، لتقدُّمك وتقواك، وظهور مخافة الله في حياتك الخاصة والعائلية.

ثانيًا: قلة الأُمناء: من المعروف أن هذه القصة كانت في المملكة الشمالية التي اشتهرت بالانحراف والبُعد عن يهوه إله العهد. فكان الأُمناء قليلين جدًا، ومُختَفين وغير ظاهرين حتى إن إيليا في يومه قال: «بقيت أنا وحدي». ولكن قلة الأُمناء لم تجعل هذا الزوج يتخلَّى عن مخافة الرب في حياته، وهذا ما شجع عليه بولس، ابنه الصريح في الإيمان تيموثاوس، أن يتحلى به في وقت ندرت فيه الأمانة، واختفى فيه الأتقياء. فهل نتخذ من قلة الأُمناء عُذرًا لعدم التقوى ومخافة الرب؟! كلا يا عزيزي بل كلما اشتد الوضع ظلامًا كلما كانت الحاجة أشد للنور.

ثالثًا: المرض: لا ندري السبب الذي جعل الزوج يموت في هذه السن الصغير، وربما كان مريضًا مما جعله غير قادر على العمل، ومد يده ليستدين من الآخرين. وربما لأسباب أخرى. على العموم لنفترض أمر المرض؛ فهل كان هذا مانعًا للتقوى؟ كلا. إن الظروف الضيقة وصعوبات الحياة ليست إلا تربة صالحة تنمو فيها الفضائل المسيحية، وما هي إلا معاملات إلهية مرتبة بحكمة خاصة ومعايير دقيقة، الغرض منها تقوانا وليس تعجيزنا.

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net