الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أُهرب إلى هناك
هُوَذَا الْمَدِينَةُ هَذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. أَ لَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟ فَتَحْيَا نَفْسِي. ( تكوين 19: 20 )
«أُهرب لحياتك» ( تك 19: 17 ). كانت هي العبارة التي قيلت للوط بفم الملاك الذي أخرجه من سدوم لكي ينجو بحياته الجسدية، فكم بالأحرى يجب أن تُقال لك أيها الإنسان البعيد عن الله، إذ المسألة تتعلَّق بما هو أهم من الحياة الجسدية بما لا يُقاس؛ إنها تتعلَّق بحياتك الروحية الأبدية وبنفسك الخالدة.

إن لوطًا قد هرب إلى صوغر، وقد كانت أفضل له بطبيعة الحال، مع صغرها، من سدوم الراقية والعامرة، لأنه نجا بحياته فيها. فخيرٌ لك أن تنجو بنفسك ولو بالاندماج مع هذا القطيع الصغير من المؤمنين لأن الله قد سُرّ أن يُعطيهم الملكوت – ملكوت الله – الملكوت الأبدي السعيد. فأيهما أفضل: أن تتمتع بعض سنين قليلة تمتعًا جسديًا رديًّا ثم تهلك نفسك الخالدة هلاكًا أبديًّا، أم تنزوي قليلاً بعض السنين، وتختبئ لحيظة حتى يعبر الغضب ثم تخلُص خلاصًا كاملاً، وتُننقَل إلى أبدية سعيدة مجيدة تبقى فيها إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين؟ لا تستكثر هذا الجزاء على مثل هذا العمل وتقول بعدم معقوليته: لأنه إذا كان البشر يقولون إن الهدية على قدر مُهديها، فاعلم أن هِبَة الله لا بد أن تكون غير محدودة كما أن الله غير محدود، ولذلك فإن الابن الحبيب أعطانا هِبَة مجانية لكي نخلُص بها، ونسعَد بواسطتها سعادة أبدية. فهل تقبل هذه الهدية، وهل تُصدق القول: «لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنهُ الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

إن كنت تصدقها فطوبى لك لأنك قد حصلت على هبة الله؛ الحياة الأبدية، بل شخص ابنه الحبيب نفسه، لأنه هو الطريق والحق والحياة. وثق أنه نصيب لا يُنزع منك «لأن هِبات الله ودعوته هي بلا ندامة» ( رو 11: 29 ). ولا تظن أن سهولة الحصول على مثل هذه العطية الكبرى يجعل أمرها غير معقول، لأنه إن قيل لك أن تدفع فيها ثمنًا هل تستطيع أن تُقدّر ثمنها أو تدفعه؟ أَوَ ليس من المعقول بل من رحمة الله وغناه أن يجعلها مجانية؟! فتعال وخُذ خلاصًا بالإيمان بالمسيح، ولكن بلا فضة وبلا ثمن. تعال. لماذا تتوانى؟

تعالَ إلى الربِّ حصنِ الأمانْ وأَسْرِعْ ولا تُهمِلِ
تعالَ لِمينا السلامِ وخُذْ سلامَ الإلهِ العَليْ

وليم مكاي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net