الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلى الأعماق
وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة ( أفسس 3: 19 )
أحبائي أفراد عائلة الايمان يا مَن تمتعتم بمحبة رب العائلة، هيا بنا لنخطوا خطوات ثابتة للثبات في محبة الله، ولتذوق جمالها في الأعماق حينما نحمل الصليب.

بداية الطريق؛ الثقة في (الايمان بـ) محبة الله: قارئي الفاضل تمسَّك بهذا العدد الغالي «الله محبة» فالله دائما محبة؛ من الأزل إلى الأبد محبة. ومحبة الله لا تتأثر بك. الناس تحبك لِما أنت عليه؛ ربما لعطائك أو مَرَحك أو رقتك أو مركزك أو ... وأما المحبة الإلهية فلا تتوقف عليك، وأنت لا تؤثر فيها، تمامًا كما لا تستطيع أن تؤثر في صفاء السماء أو صلابة الصخور أو نضارة الأشجار. إن ضمان محبة الله هو في طبيعته غير المتغيرة.

اثبت في المحبة: أن تثبت في محبة الله هي أن تجعل منها بيتك الدائم. تستريح فيه وتحت سقفه تستظل من الحر، وحوائطه تحميك من الرياح، ودفئه يحميك من برد الشتاء. فهيا بنا لنرحل من بيوتنا القديمة تحت سقف محبة البشر أو القديسين إلى بيتنا الجديد؛ المحبة الإلهية؛ المحبة الحقيقية. والثبات في المحبة يتضمن أن تتعرف أكثر عليها؛ فحجرات بيتك الجديد (محبة الله) مختلفة تمامًا عما عَداها؛ إنها أوسع بكثير.

انمُ في المحبة: وبعد أن تتخذ من محبة الله بيتًا تُقيم فيه دائمًا سواء في عملك أو وقت راحتك أو نومك، علينا أن نتعلم الاتكال عليها في كل ما تمتد إليه أيدينا. تمامًا كما يعتمد الغصن على الكرمة بلا توقف. وهكذا علينا ألاّ نكُف عن الشرب من مخازن محبة الله.

احمل الصليب إلى أعماق المحبة: وبعد أن تثق في محبة الله وتثبت فيها وتثمر بقوتها، عليك أن تحمل صليبك كل يوم وتختصر المسافة بينك وبين الجلجثة متجهًا إلى أعماق الشركة لتتمتع بمحبة المسيح الفائقة المعرفة المُعلَنة في الأعماق (الجلجثة).

أخي القارئ: إن نبع المحبة الذي لا ينضُب أبدًا ظهر هناك خارج أسوار أورشليم حيث صُلب رب المجد؛ هناك في الصليب كُسِر قلب ابن الله؛ وفاضت المحبة الإلهية وغمَرَ عبيرها كل الكون. وهذا هو برهان محبة الله لنا؛ الصليب، وليس عطاياه الزمنية أو الروحية. وهذه هي نقطة الهدف في أعماق الشركة؛ الجلجثة. فهيا بنا إلى الاعماق بقوة الصليب الذي نحمله وجاذبية الجلجثة لنتذوق حلاوة محبة المسيح الفائقة في الأعماق.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net