الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرسول الأمين
يَقْطَعُ الرِّجْلَيْنِ، يَشْرَبُ ظُلْمًا، مَنْ يُرْسِلُ كَلاَمًا عَنْ يَدِ جَاهِلٍ ( أمثال 26: 6 )
يقول الحكيم في الأصحاح السابق «كبرد الثلج في يوم الحصاد الرسول الأمين لمُرسليهِ لأنه يَرُد (يُنعش) نفس سادته» ( أم 25: 13 )، ويقول أيضًا «مياهٌ باردة لنفسٍ عطشانة الخبر الطيِّب من أرضٍ بعيدة» ( أم 25: 25 )، ويقتبس الرسول بولس في رومية10: 15 ما هتف به النبي إشعياء في يومه «ما أجمل على الجبال قدمي المُبشر، المُخبِر بالسلام، المُبشِّر بالخير، المُخبِر بالخلاص» ( إش 52: 7 ). فنحن هنا أمام رسالة وخبر طيب وبشارة لا بد من توصيلها للآخرين، لذلك فنحن في حاجة شديدة إلى رسول أمين، مُخْبِرِ بِالسَّلامِ، مُبَشِّرِ بِالْخَيرِ، مُخْبِرِ بِالخَلاصِ أو كما قيل عن ”أخيمعَص بن صادُوق“ «هذا رجلٌ صالحٌ ويأتي ببشارة صالحة» ( 2صم 18: 27 ).

لا يكفي أن تكون الأخبار طيبة والبشارة صالحة، بل بلغة سفر الأمثال ذاته «تفاحٌ من ذهب في مَصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها» ( أم 25: 11 )، أو بلغة الرسول بولس في وصيته لابنه تيموثاوس «وما سمعته مني ... أوْدِعهُ أُناسًا أُمناء، يكونون أَكفاء أن يُعلِّموا آخرين أيضًا» ( 2تي 2: 2 ).

الرسالة الغالية تحتاج إلى رسول أمين وكُفء، وليس في مقدورنا التفريط أو التضحية أو التساهل بأيهما. فالأمانة والكفاءة كلاهما ضروريان حتى يتم القصد وتصل البشارة، ويأتي الخبر الطيب بثماره المرجوَّة منه لدى مَنْ يُرسَل إليهم.

أما إذا حدث ولم نجد ذلك الرسول بكل صفاته ومواهبه من أمانة وكفاءة، فخيرٌ لنا أن نتمهل ونتريث، فذلك خير لنا من أن نرسل رسالتنا «عن يد جاهل» ( أم 26: 6 )، لأنه في الغالب ستصل الرسالة مشوَّهة وغير واضحة، وربما تُحدِث من النتائج لدى السامعين عكس ما كنا نرجوه ويرجوه السامعون. وفي هذه الحالة علينا أن نحصد مُرّ الثمار، وأن نجني علقمًا وأفسنتينًا، وأن نتجرع كؤوس المرارة والهوان، وهذا في الأرجح ما قصده الحكيم في القول: «يشرب ظلمًا»؛

أما قوله: «بقطع الرِّجلَين» فكأنما يقصد به أن الشخص يحدِّث نفسه لائمًا: أين كانت رجلاي؟ ولماذا لم أذهب بنفسي لتوصيل رسالة بهذه الأهمية؟! أو كأنني حكمت على رجليَّ بالقطع حين لم أكلِّف نفسي عناء البحث الدؤوب عن رسول أمين وكفؤ، أو القيام بنفسي بهذه المهمة الغالية. ليتنا إذًا نهتم بكل أمانة وكفاءة أن نوصل للنفوس أهم رسالة، رسالة الحياة الأبدية.

فخري وهبة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net