الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الدخول إلى الأقداس
فَإِذْ لَنَا.. ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ ( عبرانيين 10: 19 ، 20)
قام المسيح يسوع كرئيس الكهنة في العهد الجديد بأمر فعَّال وحاسم في سبيل فتح الباب إلى الحضرة الإلهية، فبينما كان رؤساء الكهنة في أيام العهد القديم يقومون بتقديم ذبائح سنوية في ”يوم الكفارة“ للدخول إلى قدس الأقداس، نرى أن الرب يسوع - له المجد - لم يدخل قدس الأقداس السماوي بواسطة دم تيوس وعجول، بل بدم نفسه. فالتطهير المبني على تقديم ذبائح حيوانية، في أيام العهد القديم، هو تطهير جزئي ولفترة مؤقتة، أما ذبيحة المسيح الكاملة ودمه المسفوك لمجد الله، فيعطينا الثقة الكاملة، للدخول لمحضر الله. إن ثقتنا ليست في أنفسنا ولا في أعمالنا، ولكن ثقتنا في الدم، وهي التي تُؤهلنا للدخول إلى ذات الحضرة الإلهية، والتي يُشار إليها في الرسالة بالدخول إلى الأقداس، وهنا نصل إلى أسمى إعلان فيما يتعلق باقتراب المؤمن وامتيازه.

والكلمة المستعملة للتعبير عن الثقة هنا في اليونانية معناها ”حرية كاملة“. أما كلمة ”حدِيثًا“ فتعني حرفيًا ”مذبوحًا حديثًا“؛ أي لم يكن معروفًا مِن قبل في تدبير آخر. أما ”الأقداس“ فتعني ”قدس الأقداس والقدس الخارجي معًا“. فعندما تم عمل المسيح الكامل انشق الحجاب من فوق كما نعلم، وهكذا أصبح القدس وقدس الأقداس واحدًا، وأصبح المكانان مكانًا واحدًا يسمى ”الأقداس“ للعائلة الكهنوتية التي هي نحن المؤمنين.

وهذا الطريق ”طريق حيّ“؛ فتحت الناموس كان اقتراب الإنسان إلى محضر الله موتًا، أما بالنسبة للمسيحي فالموت هو في البقاء بعيدًا. ويا له من فارق مبارك! إن أي إنسان كان يجرؤ أن يقترب إلى الله تحت الناموس كان يُحرَق بنار خارجة من الأقداس. أما الآن فبفضل عمل المسيح نقترب وطريق اقترابنا هو طريق حياة، فهو الذي أعلن عن نفسه أنه الطريق والحياة، أو الطريق الذي يعطي الحياة، وكلما ازددنا اقترابًا إلى إلهنا المبارك كلما تحققنا واختبرنا القوة التي لتلك الحياة التي نستمدها من ينبوع إلهي.

وهذا الطريق الحديث والحي هو بالحجاب الذي انشق. والحجاب كان جسده، فعلى الصليب، عندما أسلم الرب روحه، انشق الحجاب من فوق إلى أسفل، إن المسيح المصلوب هو الحجاب المشقوق الذي به نقترب إلى الله، وعلامات الانشقاق ستبقى إلى الأبد. هل نتمتع بهذا الامتياز فنتقدم كل حين في يقين الإيمان الكامل، بلا تردد أو شك على الإطلاق؟

مسعد رزيق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net