الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح الملك الكاهن (2)
اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي ..... مِنَ النَّهْرِ يَشْرَبُ فِي الطَّرِيقِ، لِذَلِكَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ ( مزمور 110: 1 ، 7)
تأملنا في الأسبوع الماضي في المسيح في مزمور110 باعتباره المسيح المُمجَّد والعظيم والرب، ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول:

رابعًا: المسيح الجالس: إن جلوس المسيح عن يمين الله، وفي ذات عرشه، يجعل من المستحيل أن يكون المسيح مخلوقًا، أو أن يكون أقل من الآب. إن جلوسه عن يمينه في ذات عرشه إنما يؤكد مُعادلته للآب.

وجلوس المسيح على عرش الله حقٌ أكَّده كاتب العبرانيين أربع مرات، ويتضمن ذلك أربع أمور هامة: أولاً: جلس مُنجِزًا، إذ أكمل عمل التطهير ( عب 1: 3 ). ثانيًا: جلس خادمًا، إذ ما زال يخدمنا في الأقداس ( عب 8: 1 ). ثالثًا: جلس مُنتظرًا، إذ هو صابر على الأشرار، ولم يستلم مُلكه بعد ( عب 10: 12 ). رابعًا: جلس مُكافئًا، إذ إنه أكمل مسيرة الإيمان ( عب 12: 2 ).

خامسًا: المسيح العجيب: قال النبي «يُدعى اسمُهُ عجيبًا» ذلك لأنه الله والإنسان في آنٍ. يُفتَتح المزمور بالإشارة إلى لاهوت المسيح (ع1)، ويُختتم بالحديث عن ناسوته (ع7). فالمسيح هو الله وهو الإنسان في آن.

سادسًا: المسيح الملك والكاهن: فباعتباره الملك المتوَّج نقرأ: «يُرسِلُ الرب قضيبَ عِزِّكَ من صهيون» (ع2)، ثم كالملك الكاهن يقول: «أنتَ كاهنٌ إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق» (ع4).

ولكي يكون المسيح كاهنًا، كان لا بد أن يكون هو الله وأيضًا الإنسان، كما ذكرنا منذ قليل. يقول الرسول: «فإذ لنا رئيسُ كهنةٍ قد اجتاز السماوات، يسوع (اسمه الإنساني) ابن الله (لاهوته) فلنتمسك بالإقرار» ( عب 4: 14 ). وباعتباره رئيس كهنة، فإنه كالإنسان يرثي، وكالله يُنجي.

سابعًا: المسيح الخاضع المنتصر: «مِن النهر يشرب في الطريق، لذلك يرفع الرأس» (ع7): الشرب من النهر يحتِّم الانحناء والركوع، وهذا ما حدث مع ربنا في يوم اتضاعه ( في 2: 6 - 8). ثم إن النهر هنا بحسب النص العبري يعني الجدول الصغير، وبالتالي تكون مياهه عَكِرة. لقد قَبِل المسيح في يوم اتضاعه أن يشرب من الماء العَكِر، عندما انحنى خاضعًا، ولذلك فإنه لا بد أن يرفع الرأس فخرًا وانتصارًا على كل الأعداء، ويُخضِع لنفسه كل شيء ( في 3: 21 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net