الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جاءت إليه
أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعًا وَجَاءَتْ إِلَيْهِ ( يوحنا 11: 29 )
الظروف المحيطة بها كانت صعبة جدًا؛ فأخوها الوحيد مات، والذي يُحبه استُدعيَ ليشفيه، ولكنه تواني في مجيئه. ومات المريض فهل نراها متذمرة؟

كانت مريم في حزن وألم شديدين، وما أن سَمِعَت أن المُعلِّم قد حضر، حتى نراها تُسرع إليه عالمة وواثقة أنه السَنَد الوحيد والمعزي الحقيقي، وأنها لن تجد راحة إلا فيه وعنده. وكم يفرح الرب أن يرى مؤمنًا راكضًا إليه باستمرار, مؤمن لا تؤثر فيه الظروف لتُحوِّل عينيه عن الرب, بل وسط أشواك البَلا، ووسط ضغوطات الحياة، ووسط أشد الآلام، تراه لا يهرب عن الرب بل إليه، واثقًا أنه يعمل دومًا لخيره، بل لراحة فؤاده! الشونمية فقدَت ابنها الوحيد، فانظر إليها مُسرعة وراكضة إلى رجل الله، عالمة وواثقة أن الحل عنده، فلم تتجه لآخر سواه. فنحن نحتاج كثيرًا أن نتعلم أولاً أن نعرف الرب المعرفة القريبة، كمريم الجالسة عند قدميه، وكالشونمية؛ تلك المعرفة التي فيها نطلب الرب لشخصه أولاً لا لقدرته، عالمين أنه يُجازي الذين يطلبونه، فهو بأمانته ومحبته سيُمتعنا بقوته.

والآية المدوَّنة أعلاه تُصوِّر لنا ثلاث مراحل في الركض الى الرب:

1 - «أما تلك فلمَّا سمعت»: هل تسمع كل يوم عن يسوع؟ اقرأ كتابك المقدس كل يوم ليكلِّمك عنه. اجلس في المقادس ليهمس لك الآب المُحبّ بإعلاناته عن ابنه الحبيب وروعته.

2 - «قامت سريعًا»: بعد أن تسمع عنه، عليك أن تقوم من دائرتك مُسرعًا إليه راجيًا إياه أن يجذبك اليه. ربما تكون سمعت عنه أنه الوحيد الفريد الذي لا يُوجد أجمل ولا أروع منه، ولكنك تُفضّل أن تبقى في مكانك؛ مكان الحزن أو الاسترخاء أو النوم. فيا لها من خسارة لك! لن تتمع بحضوره، وما أقوى هذا الحضور في تأثيره! فمَنْ مِثلهُ يتحنن؟ ومَنْ مِثلهُ يُحبّ، ويرثي ويُشدد؟

3 - «وجاءت إليه»: اركض باتجاهه وحده فهو الذي قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). كثيرًا ما نُخطئ إذ نركض أولاً لإخوة أحباء قبل المجيء إلى الرب. ليتنا نتعلَّم أولاً ودائمًا أن نُسرع إليه وحده، وهو الوحيد القادر أن يُحوّل الحزن إلى فرح، وهذا ما نراه مع مريم في يوحنا 12، فبيت الحزن تحوَّل إلى بيت الفرح، وها العائلة الحبيبة من حول الرب في العشاء.

إيهاب عليمي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net