الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمعي بن جيرا
وَهَكَذَا كَانَ شَمْعِي يَقُولُ.. اخْرُجِ! اخْرُجْ يَا رَجُلَ الدِّمَاءِ وَرَجُلَ بَلِيَّعَالَ!..وَهَا أَنْتَ وَاقِعٌ بِشَرِّكَ.. ( 2صموئيل 16: 7 ، 8)
كان شمعي من عائلة شاول، وخرج لمقابلة الملك المُطارَد وهو هارب من ثورة ابنه أبشالوم، وبدأ فجأة في إهانة داود وقذفه بالشتائم واللعنات، ورشقه هو وعبيده بالحجارة. ووصفه بـ«رجُل الدماء» و «رجل بليعال»، واتهمه بأنه السبب في كل دماء بيت شاول، وأضاف أن الرب سلَّم المملكة ليد أبشالوم. وكان تصرف شمعي في هذا الموقف في منتهى الدناءة، وذلك لعدة أسباب:

أولاً: كان هذا عصيان لوصية الله الصريحة: «لا تلعن رئيسًا في شعبك» ( خر 22: 28 ). كما قال الجامعة: «لا تَسُب المَلك ولا في فكرك» ( جا 10: 20 ).

ثانيًا: كم هو حقير أن يلعن شمعي داود وهو في مثل هذا الموقف هاربًا من تمرد ابنه أبشالوم، غير مُراعيًا لظروفه، بل مُضيفًًا حزنًًا على حزنه.

ثالثًا: كان اتهام شمعي بأن داود هو المسؤول عن ” كل دماء بيت شاول“ (ع8) ليس له أي أساس من الصحة بل هو اتهام ظالم، لأن داود لم يأخذ المملكة من شاول بسفك الدماء، ولا ثأر كالمعتاد عندما أصبح في مركز القوة. بل بالعكس، قابل الشر بالخير، وأظهر كل حب لمن بقيَ من بيت شاول. لقد حافظ داود على حياة شاول مرتين، عندما كان في قدرته أن يقتله، كما أظهر لطفًًا لمفيبوشث ابن يوناثان وحفيد شاول. ولم يكن داود مسؤولاً عن مقتل شاول ويوناثان، اللذين قُتلا في الحرب مع الفلسطينيين. كما كان داود بريئًا على حد سواء من مقتل كل من أبنير وإيشبوشث.

ولكن داود رأى شيئًا آخر في لعنات شمعي وبوصفه ”رجل الدماء“، فلا بد أن دماء أوريا التي سفكها داود اُستُحضرت فجأة إلى ذهنه. فإن لم تكن دماء شاول على داود، فدماء أوريا التصقت به. وكان داود يعلم ذلك جيدًا، فانحنى تحت قضاء الله العادل، ولم يؤذي شمعي.

قال شمعي: «قد دفع الرب المملكة ليد أبشالوم ابنك» ( 2صم 16: 8 ). وكم هو غريب أن يُنطَق اسم الرب المقدس من فم رجل شرير كشمعي، بل أكثر من ذلك، اجترئ شمعي بوضعه فرضيات في معاملات الله مع داود، وأخذ على عاتقه تفسير هذه المعاملات الإلهية مع داود. ليت الله يعطي قديسيه نعمة لكي يحفظهم من حماقة وشر المحاولة في التعليق على معاملات الله تجاه الآخرين.

موريس بسالي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net