الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دَانِيآل ..أمانة حتى النهاية
كَانُوا يَطْلُبُونَ عِلَّةً يَجِدُونَهَا عَلَى دَانِيآلَ .. فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا ( دانيال 6: 4 )
في أحلك الظروف، وفي أسوأ الأوقات، وفي أشرّ الأماكن، عاش دَانِيآل مرتفعًا منتصرًا على التجارب والمآسي التي اعترضت طريقه، ولم ينحرف قط عن السبيل المستقيم الذي أراده الرب له، ولم يسلك قط في مسالك مُعوَجَّةٍ، متعللاً بالحكمة الإنسانية وعدم التصادم مع الآخرين، أو ما أشبه من تعليلات الناس! كان شجاعًا، وقف راسخًا ثابتًا ضد الخطية حتى الموت، وفضَّل أن يموت على أن يكون غير أمين لإلهه. ولقد استطاع البابليون أن يُغيّروا اسمه، ويُبدّلوا مكانه، لكنهم لم يستطيعوا أن يُغيّروا طبيعته، ولا أن يُميلوا قلبه.

لقد اختار دَانِيآل أن يجعل المبادىء الإلهية تحكُمه وليس الناس، فقال: ”لا“ لكل أمر مخالف لشريعة إلهه، وعاش ضد التيار. هكذا ابتدأ، وهكذا أكمل السعي. وظلّت حياته الطويلة سلسلة متصلة الحلقات من الطاعة لله والثبات على الحق.

لقد كان أمينًا لإلهه، في شبابه المبكر، عندما وُضعت أمامه أطايب الملك ( دا 1: 8 )، وكان أمينًا أيضًا لإلهه، في سنِّه المُتقدّم، في مواجهة بيلشاصَّر الملك، بل وامتلأ من الغضب المقدس، عندما أُدخل الى حفله الذي صنعه لقواده وعظمائه، وكان الحفل ماجنًا مُعربدًا، إذ استُعملت آنية الهيكل المقدسة في الشرب واللهو والمجون. وعندما أراد الملك مكافأة دَانِيآل لتفسيره الكتابة له، كان جواب دَانِيآل: «لتكن عطاياك لنفسك، وهَب هِباتك لغيري»، وهو جواب خشن خالِ من التملق والمُداهنة، وأكثر من ذلك أنه وبَّخ الملك توبيخًا صريحًا ( دا 5: 17 -28).

وعندما عجز الإغراء، سواء في الأطايب أو في المركز، عن إسقاط دَانِيآل، سواء في شبابه أو في رجولته، فإن الامتحان القاسي يكون بالتهديد بالطرح في الجُب مع الأسود، ويكون في الشيخوخة أمام ضعف الجسد ووهنه. ولكن يا لروعة الانتصار! ففي سن تربو على الثمانين، فتح دَانِيآل كوى عُلِّيَّتِهِ، وصلَّى وحَمَدَ قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك، وفضّل أن يُطرح في جب الأسود من أن يقدم طِلبة للملك داريوس.

وهكذا انتصر دَانِيآل في قصر الملك في شبابه المبكر ... وانتصر في جب الأسود في شيخوخته المتقدمة. انتصر أمام الإغراء والوعود ... وانتصر أمام التهديد والوعيد. لقد اتخذ قرارًا في شبابه بأن يعيش لإلهه، وكان أمينًا للقرار الذي اتخذه، ويا ليتنا جميعًا هكذا!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net