الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كتاب الخليقة
اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ ( مزمور 19: 1 )
السَّماوات التي يتحدث عنها مزمور 19 هي السَّماوات المنظورة التي تشهد لمجد الله ولقوته العظيمة. إنها تُعلِن باستمرار وجوده وحكمته وقوته وصلاحه وعظمته. ففي كل الخليقة نجد تصميمًا بديعًا وترتيبًا ونظامًا دقيقًا يُعلن وجود مُصمّم عظيم وخالق لكل شيء.

«يومٌ إلى يوم يُذيع كلامًا، وليلٌ إلى ليل يُبدي عِلمًا» (ع2)، وهذا يعني أن كل يوم يُكمِّل حديث اليوم السابق، ويبتدئ من حيث انتهى، وكل ليل يُسلِّم تلاوة القصة العجيبة لِما بعده. إنها قصة مُستمرة ومُتجددة يتحدث بها كل يوم وكل ليل عن مجد وعظمة الله الخالق. فكأنه نهر من الكلمات يتدفق باستمرار مُعبِّرًا عن عظمة الله، ويفيض بمدح ”إيلوهيم“. إن شهادة النهار والليل المجيدة تُذيع من مكانها العالي معرفة الله.

«لا قول ولا كلام. لا يُسمَع صوتُهم» (ع3)، وفي ترجمة داربي ”لا قول ولا كلام ومع ذلك يُسمَع صوتهم“. فبدون قول أو كلام تصل رسالة الأجرام السَّماوية المرئية دائمًا إلى الأسماع كما إلى العين والقلب. وكما قال أحدهم: ”الشمس والقمر والنجوم مُبشّرون متجولون ورسل رحالة ليُثبتوا الإيمان بالله الخالق، كما أنهم قضاة ليحكموا على الذين لا يؤمنون، بل هم مُنغمسون في عبادة الأصنام المتنوعة“.

فالأجرام السَّماوية تتحرك في صمت رزين، ومع ذلك فهي تُذيع تعاليم ثمينة وإيجابية بلغة واقعية. ونرى بعضًا من صوت السَّماوات في كلام الله لأيوب، فهو يتكلَّم عن ”عُقْد الثُّرَيَّا“، وعن ”رُبُط الجَبَّارِ“، وعن خروج ”المنازل في أوقاتها“، وعن هداية ”النعش مع بناتهِ“ ( أي 38: 31 ، 32). هذه النجوم والكواكب التي ذكرها الله لأيوب بأسمائها هي جزء صغير من الأجرام السَّماوية التي تُعلِن باستمرار مجد الله، والتي قال عنها إشعياء: «ارفعوا إلى العَلاء عيونكم وانظروا، مَن خلقَ هذه؟ مَن الذي يُخرِجُ بعددٍ جُندها، يدعو كلها بأسماء؟ لكثرة القوة وكونهِ شديد القدرة لا يُفقَد أحد» ( إش 40: 26 ).

«في كل الأرض خرج مَنطقهم، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم» (ع4). وهذا ما يُعلنه الرسول في العهد الجديد «لأن أمورُهُ غير المنظورة تُرَى منذ خلق العالم مُدرَكَة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى إنهم بلا عُذر» ( رو 1: 19 ، 20). حقًا إن شهادة الله في الخليقة مُعلََنة في كل الأرض من أدناها إلى أقصاها.

ر. ك. كامبل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net