إن كان للطاعة جمالها وروعتها، فبالتأكيد لها بركاتها ومكافآتها، لذا تحصَّل إبراهيم على بركات عظيمة نتيجة لطاعته:
1- تمتع بأن ناداه ملاك الرب مرتين - وهو فوق جبل المُرِيَّا - في المرة الأولى طالبه أن يرفع يده عن ابنه، وفي المرة الثانية كان الكلام مُختَّص بالبركة ( تك 22: 11 ، 15).
2- حصل إبراهيم على شهادة من الرب نفسه بأنه خائف الله، وما أعظمها شهادة! إذ قيل له: «الآن عَلِمتُ أنكَ خائفٌ الله» ( تك 22: 12 ).
3- لأن الله شبع للغاية بما فعله إبراهيم، عبَّرَ عن عُظم تأثره بطاعته، بأنه لأول مرة في كل الكتاب يُلزم الرب نفسه بقَسَم: «بذاتي أقسمت يقول الرب ... أُباركُكَ» ( تك 22: 16 ، 17).
4- بركة جديدة: بحسب تكوين 15 بارك الرب نسل إبراهيم بأن جعله كنجوم السماء في الكثرة، «وقال: انظر إلى السماء وعُد النجوم إن استطعت أن تَعُدَّها ... هكذا يكون نسلك» ( تك 15: 5 )، أما في تكوين 22: 17 فنقرأ عن بركة جديدة؛ بأن يكون نسل ابراهيم كالرمل الذي على شاطئ البحر: «أُكثِّر نسلَك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر».
5- لم يُحْرَمْ إبراهيم من السجود: كان إبراهيم قد سبق وقال للغلامين: «أما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما»، وها هو الرب يجعله يسجد مع إسحاق بتقديم الكبش محرقةً للرب.
6- شرفٌ كبير لإبراهيم أن يُسَجَل عنه هذا الحَدَث في رسالتين من العهد الجديد: أولاً في عبرانيين 11: 17-19 «بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب. قدَّم الذي قَبِلَ المواعيد، وحيدَهُ ...»، وثانيًا في يعقوب2: 22،21 «أ لم يتبرَّر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدَّم إسحاق ابنه على المذبح؟ ...».
7- هذه القصة الجميلة، وهذا الحَدَث الرائع، أصبحت أكثر من مجرد كونها قصة أو حَدَثًا. لقد أصبحت رمزًا لقصة أروع بما لا يُقاس، ألا وهي قصة الحب العجيب: كيف أن الله المُحب بذل ابنه الوحيد الحبيب لأجل أثمة فجار نظيرنا. فيا للشرف!
عزيزي إن الطاعة هي أقصر طريق للبركة، والطاعة الحقيقية ليست شعارات نتشدق بها بل حياة نحياها.