الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفاء في السبت!
وَكَانَ..رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ، وَكَانَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ هَلْ يَشْفِي فِي السَّبْتِ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً ( لوقا 6: 6 ، 7)
دخل الرب له المجد إلى مجمع اليهود في كفرناحوم يوم السبت حسب عادته، وهناك وجد رجلاً يده يابسة. ويضيف لوقا المُدقق، أن اليد اليمنى هي التي كانت يابسة. وإذ كان الرب قد سبق أن قام بمعجزة شفاء في نفس هذا المجمع يوم السبت ( مر 1: 21 -28)، فقد صاروا يراقبونه ليروا هل يشفيه في السبت. إنهم على الأرجح لم يكونوا يشكُّون في قدرته على الشفاء، ويعرفون عنه رغبته في عمل الرحمة. لكن تساؤل قلبهم الشرير كان: هل سيتجاسر مرة أخرى ويفعل ذلك في اليوم المقدس؟!

أما صاحبنا المريض الذي أُصيب بيبس في أحد أطرافه، فكم هو مسكين إذ أصابه مرض لَعين لا علاج له، يلازم المريض حتى يموت. ولزيادة بؤسه كان اليَبس في اليد، اليد التي هي العضو الذي به نأخذ، ونمسك، ونعطي، ونعمل، ونسلِّم على الناس!

ثم هي اليد اليمين - التي في الكتاب المقدس تعبِّر عن القوة ( خر 15: 16 أي 40: 14 )، والخلاص ( رؤ 1: 16 )، والحفظ ( مز 48: 10 مز 137: 5 مز 16: 11 )، والمهارة ( مز 45: 9 )، واللذات ( غل 2: 9 )، والرضى ( نش 2: 6 ؛ مت25: 34)، والشركة (غل2: 9)، والحب (نش2: 6). وشلل اليد اليمين يعني روحيًا فقدان كل هذا. فهو روحيًا عاجز، وهالك، وأثيم، وحزين، ومرفوض ... الله لا يأخذ منه شيئًا، ولا يُعطيه شيئًا!!

وتأمل في خلاص الرب «قال للرجل: مُدّ يدَك. ففعل هكذا. فعادت يدُهُ صحيحة كالأخرى» ( لو 6: 10 ). إن الرب لم يُعطهِ بعض المال صَدَقة، بل أعطاه القدرة لكي يشتغل بيديه ليحصل على احتياجه. وهكذا فإن الخلاص ليس مجرد رحمة من الله الرحيم، يسامح بها الخاطئ على كمية من الخطايا كبيرة أو صغيرة، بل هي نعمة تُخلّص الإنسان من حالة العجز؛ العجز عن أن يُرضي الله بسبب الخطية، وتُمكِّنه أن يعبد الله، أي يخدمه ( 1تس 1: 9 )، وأن يُمارس «أعمالاً حسنة» ( تي 3: 8 )؛ أعمالاً صالحة قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها ( أف 2: 10 ).

إن ذلك البائس قبلاً ما كان يستطيع أن يعمل خلال أيام العمل، وما كان قادرًا أن يرتاح خلال السبت. لكن بعد أن تقابل مع الرب الشافي قَدر أن يعمل، وأمكنه أن يرتاح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net