الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آتي أيضًا
أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ( يوحنا 14: 2 ، 3)
في عام 1996، قاد القبطان ”چورچ تولوك“ بعثة بحرية إلى مكان غرق السفينة ”تيتانك“، والتي غرقت في المحيط الأطلنطي عام 1912. وعثر تولوك عن طريق طاقمه ومُعدّاته - في قاع المحيط - على عدة أشياء من نظارات وحليّ وأدوات مطبخ ومُعدات شخصية للعديد من ركاب السفينة العملاقة الغارقة، واكتشف أنه بالقرب من جزء كان قد انفصل من السفينة ذاتها.

حاول ”تولوك“ انتشال ذلك الجزء، زِنة عشرين طنًا من الكيلو جرامات، وبعدما رفعوه قليلاً، هبت عاصفة شديدة مكَّنت المحيط الهائج من استعادة هذا الكنز الثمين، واضطر القبطان ”تولوك“ للتراجع والعودة إلى حيث كان. ولكنه فعل شيئًا مُثيرًا قبل رحيله؛ فعن طريق الذراع الآلي لغواصته العملاقة، استطاع أن يُثبِّت صفيحة معدنية كبيرة، على جسم السفينة الغارقة، وكتب عليها، بأحرف كبيرة بارزة، هذه الكلمات: ”سوف آتي أيضًا .. چورچ تولوك“.  وهكذا أصبحت السفينة الغارقة تحمل ”ختمًا“ يفيد مسؤولية هذا الرُبّان العظيم عنها. وبعد عامين عاد ”تولوك“ «كما قال»، وانتشل ذلك الجزء الذي يخصَّه من السفينة، والذي اعتبره ”كنزه الثمين“.

وعندما كان ربنا يسوع المسيح على وشك مغادرة هذا العالم والعودة إلى حيث كان، وعد بأن يعود ليأخذنا إليه، وقال: «أنا أمضي لأُعِد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ».

لقد احتمل «رَبّي وإلهي» أهوال الصليب، ومات، ودُفن، وقام حيًّا من بين الأموات.  وها هو الآن يجلس، في يمين العظمة في الأعالي، طيلة مدة وجود الكنيسة على الأرض، ولكنه لا ينسى وعده وموعد مجيئه.  فذاتَ يوم سيرجع «كما قال» ويجمعنا إلى حضرته.  ولا يمكن إلا أن يكون ربنا يسوع وفيًّا بوعده.  ومجيئه ثانيةً مؤكَّد تمامًا مثل مجيئه أولاً.

لقد قال: «آتي أيضًا»، والذي أعطى هذا الوعد مشغول بإنجازه، حتى ولو لم تكن قلوبنا مشغولة وموضوعة عليه.  إن الأيام تزداد عنفًا وظلامًا ونجاسةً، وقد تؤلمنا الظروف التي حولنا، وقد تكون طريقنا محفوفة بالصعاب، وقد نَحُسّ في قرارة نفوسنا بوحشة غياب المُخلِّص الحبيب عنا بالجسد، وقد نشعر أن فترة تغربنا عن الرب إنما هي ليلٌ حالكٌ؛ ولكن لنذكر أنه سبق فوعدنا في محبته الأمينة بقوله الكريم «آتي أيضًا».

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net