الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راعوث.. إيمانها وأعمالها
حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ ...حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ .. إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ ( راعوث 1: 16 ، 17)
أظهرت راعوث بقرارها الحاسم بأن تلتصق بنُعْمِي ما كان يجري من العمل الإلهي في أعماق قلبها، فقد آمنت بقلبها أن إله إسرائيل هو الله، واعترفت بفمها أن إله نُعْمِي إلهها، وبذلك تمَّمت شرطي التبرير بالإيمان اللذين يتكلَّم عنهما الرسول بولس في رومية 10: 9، 10.

ولم يكن إخلاص راعوث وتعلّقها بنُعْمِي مبنيًا على كونها أم زوجها المتوفي محلون فقط، بل لأنها كانت المُمثل لشعب الله الذي افتداه من أرض مصر وغرسه بيمينه في أرض كنعان، ولذلك أعلنت أنها لن تنفصل عن نُعْمِي وعن إله نُعْمِي في الحياة أو في الموت، فقالت: «حيثما ذهبتِ أذهب ... حيثما مُتِّ أموت وهناكَ أندفن».

وقد أعلَنت راعوث الإيمان الذي في قلبها بتضحية أهلها وبيت أبيها، وبذلك برهنت على إيمانها بأعمالها، وإذ اختارت أن تسير في طريق بيت لحم؛ تلك الطريق المجهولة لها، غاضة الطرف عن نصيحة نُعْمِي لها بالرجوع، أثبتت أن إيمانها من عيِّنة إيمان إبراهيم أبي «جميع الذين يؤمنون»، الذي إذ دعاه الله «خرجَ وهو لا يعلم إلى أين يأتي» ( عب 11: 8 ). فسعيدة هي راعوث لأنها ثبَّتت نظرها في «أُمور لم تُرَ بعد» في أرض إسرائيل، مكان سُكنى يهوه، ولولا ذلك لكانت الأشياء «التي تُرى» قد أعاقت امرأة مفكِّرة كراعوث من تضحية شعبها وآلهتها. وما كان أسهل قيام الشكوك والصعوبات في وجهها لإعاقتها، فكان يمكن أن تقول: كيف تُسمي كنعان ”أرض الرب“ بينما كثيرون من سكان الأرض الأصليين لا يزالون ساكنين هناك (قض1)؟ أَوَ لم تهرب نفس المرأة التي أنا عازمة على اتباعها من المدينة التي يسمونها ”بيت الخبز“ غير واثقة من إعالة الرب لها في زمن المجاعة؟

كانت هذه حقائق قاسية ولكن راعوث لم تكن لتتحول عن عزمها بواسطة «الأشياء التي تُرى»، بل كما ترك موسى مصر بالإيمان لأنه كان «يرى مَن لا يُرى» ( عب 11: 27 )، هكذا تركت راعوث موآب بالإيمان، قائلة لنُعْمِي: «إلهُكِ إلهي». وقد تصرفت بنفس روح الإيمان الذي تصرّف به تلاميذ الرب إذ قال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيءٍ وتبعناكَ» ( لو 18: 28 )، فقد تعلَّقوا بالرب يسوع في ثقة تامة وإنكار ذات، وهذه هي علامة عائلة الإيمان، وقد ظهرت هذه العلامة في الفتاة الموآبية إذ لصقت بنُعْمِي كما نقرأ «فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصِقَت بها» ( را 1: 14 ).

هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net