الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعالَ وانظُر
قَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَانِ؟ فَقَالاَ: رَبِّي ... أَيْنَ تَمْكُثُ؟ فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَانْظُرَا ( يوحنا 1: 38 ، 39)
لم توجد نفس تبحث أو تطلب المسيح عبثًا. ووعده المبارك: «اطلبوا تجدوا». ومن ثم نرى المُخلِّص يلتفت إلى هذين التلميذين، ويوجه إليهما السؤال: «ماذا تطلبان؟». وللوهلَة الأولى قد يبدو هذا السؤال غريبًا، وربما مُخيبًا للآمال. ولكن يستحيل أن يكون هكذا. وشخصيًا أرى أن كلام الرب هنا بقصد امتحان دافع هذين الرجلين، وليعينهما على فهم غرضهما من طلبه. فثمة آلاف الدوافع والحوافز التي قد تدفع الناس ليصيروا ظاهريًا تابعين معترفين بالمسيح. ربما تبع الكثيرون المسيح لأن الجمع كان يطلبه ويتبعه، ومن ثم ساروا معهم؛ مع التيار. وربما طلبه البعض طمعًا في الحصول على الخبز والسمك، وربما سعيًا لشفاء أمراضهم أو مرضاهم. فكثيرون تبعوا يسوع مؤقتًا نظرًا لشعبيته واحترام الشعب له، ولكن قليلين تبعوه لأنهم أحسوا بحاجتهم العميقة إليه، وانجذبوا إليه بفضل كمالات شخصه.

عزيزي القارئ: ما هي إجابتك عن مثل هذا السؤال؟ ماذا تطلب؟ الإجابة الأمينة عن هذا السؤال تكشف حالتك الروحية. لا يَقُل أحد إنه لا يطلب شيئًا على الإطلاق، لأن ذلك مستحيل، فلكل قلب غرضه الذي يملك عليه. وإذا لم يكن قلبك موضوعًا على المسيح، فبالضرورة هو موضوع على غيره. فماذا تطلب؟ هل تطلب ذهبًا، أو شهرة، أم الراحة والتعزية، أم اللذة ... أم ماذا؟ علاَم وضعت قلبك؟ هل على معرفة متزايدة عن المسيح؟ أو على اختبار حميم معه، وسير قريب لصيق معه؟ هل تستطيع أن تقول: «كما يشتاق الإيَّل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليكَ يا الله» ( مز 42: 1 ).

وجميل أن نلاحظ إجابة هذين التلميذين الجادين: «قالا: ربي ... أين تمكث (أنت)؟». فلم تكن بُغيتهما شيئًا يطلبانه (ماذا؟)، بل شخصًا. لقد وضعا قلبيهما على شخص المُبارِك نفسه لا سعيًا وراء البركة. ويا لها من بركة لا تُحَد نجنيها إذا أصغينا إلى إجابة المُخلِّص عن تساؤل هذين التلميذين: «فقال لهما: تعاليا وانظرا». آه، لقد عرف أشواقهما، وقرأ مكنونات قلبيهما. لقد عرف أنهما يطلبان محضره، وشخصه، والشركة معه. وهو لا يمكن أن يُخيِّب مثل هذه الأشواق: «تعالَيَا»؛ هذه هي دعوته الرقيقة. «تعالَيَا»؛ كلمة تعبِّر عن ترحيبه وتؤكده، وهي الكلمة ذاتها التي ما زال يوجهها لكل تعوب مُثقل: «تعالَ».

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net