الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 28 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَيِّلةِ الصُّبحِ وذئبُ المساء
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى أَيِّلَةِ الصُّبْحِ منْ أَجْلِ ذَلِكَ ... ذِئْبُ الْمَسَاءِ يُهْلِكُهُمْ ( مز 22: 1 ; إرميا 5: 6)
كِلا التعبيرين فريد في استخدام الروح القدس له.

فالأول: «أَيِّلَة الصُّبحِ»، عنوان مزمور 22، يُصوّر لنا ذلك الشخص الحلو البديع، ربنا يسوع المسيح في حياته الطاهرة والنقية والمملؤة نشاطًا؛ الحياة المُتميزة بالوداعة والرقة، الحياة العاشقة للمياه، مياه الكلمة النقية، والمتلهفة عليها، والمشتاقة لسريان جداولها.

والثاني: «ذئبُ المساء»، يُصوِّر لنا نوع آخر من الحياة والتي طابعها البطش والتعدي والسطو والشراسة والشراهة للدماء؛ تلك الحياة المسعورة. فما أبعد الفرق بينهما: فأَيِّلَة الصُّبحِ صورة جميلة ومُعبِّرة لربنا يسوع المسيح، أما ذئبُ المساءِ فهي صورة للبشر جميعًا، وإن كان النبي يُشير به لشخص سيظهر في آخر الأيام ( إر 5: 6 ). ويا للمباينة! ويا للفرق الشاسع!

أولاً: الطهر والنجاسة: ما أبعد الفارق بين الطهارة التَّامة والبر الكامل الذي تميزت به حياة ربنا المعبود التي كانت مصدر الشبع والسرور لقلب الله أبيه، وبين النجاسة في أبشع صورها، والتي ظهرت في كل جوانب حياة البشر، والتي أهانت الله في كل بقعة في الأرض.

ثانيًا: النور والظلمة: الأيِّلَة تنشط في النهار، وتحب النور. وهكذا كان المسيح؛ كان هو النور الحقيقي. أما الذئاب فلا تمارس افتراسها وخطفها سوى في المساء، لأنها تحب الظلمة، لذا سُميَّت ”ذئاب المساء“. وهكذا كان كل إنسان هو الظلمة ذاتها وفي الظلمة يسير، ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمَت عينيه.

ثالثًا: الماء والدم: الأَيِّلَة تعشق الماء النقي الجاري والهادئ، وهكذا كان سَيِّدنا يُعظِّم الشريعة ويكرمها وقال: «وشريعتك في وسط أحشائي» ( مز 40: 8 ). أما الذِئب فهو شَرِه للدم ويعشق رائحته، وهو يُصوّر لنا الإنسان الذي يقول عنه الوحي: «أرجُلهم سريعة إلى سفك الدم» ( رو 3: 15 ).

رابعًا: المُسالمة والعداوة: الأَيِّلَةِ مُسالمة، لا تُظهر العداء لآخر، وهكذا كان المسيح مُسالم لا يُناصب أحد العداء، حتى إنه طلب الصفح لقاتليه وصالبيه. أما الانسان فلا يعرف للمسالمة معنى، فالعَداء منهجه وطريقه.

نعم ما أبعد الفرق بين الرب يسوع في حياته هنا على الأرض، وبين الإنسان الساقط الفاسد المستقل عن الله بارادة عاصية.

وما أعظم سيدنا وما أمجده! «هذا حبيبي، وهذا خليلي».

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net