الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عُرس الحَمَل
لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا ( رؤيا 19: 7 )
من أروع الصور التشبيهية الجميلة للكنيسة أنها ”عروس المسيح“، وهي صورة تُعبّر عن سمو المحبة وعمقها في تلك العلاقة الروحية الحميمة التي تجمع بين الكنيسة الحقيقية، وربنا يسوع – له كل المجد – كعريسها السماوي. من الجانب الواحد، هذا تصوير يُقرّب الفكرة السامية إلى عقولنا وقلوبنا المحدودتين. ومن الجانب الآخر يُمكننا – بلا مبالغة – اعتبار أن كل العلاقات الإنسانية الجميلة التي رتبها الرب الإله على الأرض – وفي مقدمتها الزواج – ما هي إلا صور تمثيلية محدودة لعلاقات روحية سماوية أكثر عمقًا وأبعد في فكر الله وقلبه المُحبّ من نحو الإنسان.

من جهة العريس ما أروعه! إنه الأبرع جمالاً من بني البشر ( مز 45: 2 )، كله مشتهيات ( نش 5: 16 ). وليس فقط ما أجمله وما أجوده! ( زك 9: 17 )، بل أيضًا ما أروع يوم عرسه، عندما يُعَوَّض – له كل المجد – عن كل أتعابه وآلامه، أحزانه بل وموته وقيامته، خدمته الممتدة لنحو ألفي عام، ثم مجيئه ليُحضِر عروسه بنفسه لنفسه «كنيسة مجيدة، لا دَنَسَ فيها ولا غَضْن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» ( أف 5: 27 ).

أما بالنسبة للعروس فلا أروع! كيف لا، وقد كانت بلا قيمة أو تقدير، سوداء كخيام قيدار، ووجدت نعمة بهذا المقدار في عيني عريسها البار؟ وكيف بدأت معها النعمة باجتذاب الآب المُحبّ، وعمل الروح القدس فيها، فردًا فردًا، وجيلاً بعد جيل، حتى وصل بها إلى نهاية المشوار؟ وكيف أهَّلتها النعمة لأسمى وأقوى علاقة مع إلهها ومخلِّصها، ربها وسيدها: عروس للمسيح!! لا تهرم أو تشيخ، وتُزف إلى العريس في احتفالٍ رائعٍ سامٍ نفيس، في مجد بهي!!

أما بالنسبة للملائكة، والخليقة كلها، فقريب يوم عُرس الحَمَلَ عندما سيتعجَّب الكل من الله في نعمته ومحبته، في رحمته وصلاحه، في أناته وقدرته، عندما يروا خلائق مساكين، مُقرَّصين من طين، وقد صاروا عروسًا سماوية في أرقى علاقة روحية مع ابن الله في مجد السماء!

يا ليت قلوبنا تعلن عِفة عذراويتنا، وتوحُّد مشاعرنا، وتوجه أفكارنا نحو عريسنا المجيد وحده. وبأشواق القلب قبل كلمات الشفاه نقول من الأعماق: «آمين. تعال أيها الرب يسوع».

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net