الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 8 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فوق الجبل أم تحته؟
وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي إِذْ نَزَلُوا مِنَ الْجَبَلِ، اسْتَقْبَلَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ ( لوقا 9: 37 )
* أخذ الرب ـ تبارك اسمه ـ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبلٍ عالٍ وتغيَّرت هيئته قدامهم. وملأ المجد المشهد. ما أروعه اجتماعًا حول الحبيب حضره موسى وإيليا، وشرَّفه الآب خاتمًا إياه بأمجد الإعلانات «هذا هو ابني الحبيب»! كما نستطيع أن نرى فيه اجتماعنا اليومي للشركة مع الحبيب.

* وفي الصباح كان على الرب والتلاميذ أن ينزلوا إلى سَفح الجبل فهناك احتياج ماس جدًا؛ نفس يذلها الشيطان ولا مُعين، صورة للمجتمع المسكين والمسيحية حولنا. وهيا بنا لنرى المفارقة بين ما فوق الجبل وما تحته:

(1) بين النور والظلمة: بينما كان الوقت ليلاً وهم فوق الجبل، كان وجهه تبارك اسمه مُضيئًا أكثر من لمعان الشمس، فتحوَّل الليل نهارًا. وهكذا نحن في أعماق الشركة نسلك في النور مهما كان ظلام الظروف.

أما تحت الجبل فقد كان نهارًا، ولكن الظلمة الأدبية كثيفة. فالجموع في فساد وليس فقط لا يعينون، ولكنهم بفضول يتفرجون على ضحية الشيطان. وقادة الأمة يصعب وصفهم لفقرهم وريائهم وخبثهم.

(2) بين الشركة والجفاء: ما أروع الشركة فوق الجبل! فموسى وإيليا يتحدثان مع الحبيب، والآب يُعلن الأمجاد، والرب بعد انتهاء الاجتماع يستكمل مشوار الشركة مع التلاميذ. «وكان يسوع وحده معهم».

وأما تحت الجبل فقد انقطعت الشركة؛ فعلى المستوى الأُسري، الابن ملبوس بروح أصم أعقد، لا يسمع أبيه ولا يحدثه شيئًا. وعلى مستوى القديسين فقد انقطعت العلاقة بين الأب المؤمن وبين الخدام نتيجة عدم إيمانهم.

(3) بين فرح الرب (الهدوء الجليل) وضوضاء العالم: غطى جبل التجلي الفرح والسعادة والهدوء التام حتى هتف بطرس «جيد يا رب أن نكون ههنا». وكم من المرات كان هذا اختبارنا في صلواتنا أو في اجتماعتنا!

وأما تحت الجبل فالكل في حزنٍ تام: الابن يصرخ متمرغًا في الأرض، والأب يصرخ طالبًا المعونة، والتلاميذ حزانى فاشلين وليس مَن يُعين.

عزيزي القارئ: ليتنا نسدد احتياجات البشرية تحت الجبل مما أخذناه من الرب فوق الجبل.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net