الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في ظل الصليب
فَأَخَذَتْ رِصْفَةُ ابْنَةُ أَيَّةَ مِسْحًا وَفَرَشَتْهُ لِنَفْسِهَا عَلَى الصَّخْرِ مِنِ ابْتِدَاءِ الْحَصَادِ حَتَّى انْصَبَّ الْمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ( 2صموئيل 21: 10 )
كان جوع في أيام داود لأن شاول سفك دم الجبعونيين. ولكي يُكفّر داود عن هذه الفِعلة أجاب طلبة الجبعونيين بأن سلَّمهم اثنين من أولاد شاول ولدتهما له ”رصفة ابنة آية“، كما سلَّمهم خمسة رجال هم أولاد ميكال ابنة شاول ولدتهم ”لعَدرئيل المحُولي“. فصلب الجبعونيون السبعة الرجال على الجبل، وسقط السبعة معًا في أول أيام الحصاد «فأخذت رصفة ابنة أَيّة مِسحًا وفرَشتهُ لنفسها على الصخر من ابتداء الحصاد حتى انصب الماء عليهم من السماء (على جثث السبعة)، ولم تَدَعْ طيور السماء تنزل عليهم نهارًا، ولا حيوانات الحقل ليلاً». وما يشغل الفكر ويستحق الكلام هنا هو تلك العاطفة القوية التي تُحرك أُمًا بهذه الصورة فتفرش مِسْحًا لنفسها على الصخر لتحرس جثتي ولديها المقتولين صلبًا، مدة طويلة، من ابتداء حصاد الشعير حتى نزول المطر.

وإن كانت المحبة حصرت هذه الأم كل هذه الفترة الطويلة نهارًا وليلاً حتى لا يقرب من ولديها طير جارح أو وحش كاسر، وظلَّت على مِسْح مفروش على الصخر في الخلاء مدة هذا مقدارها، فكيف لا تحصرنا نحن محبة المسيح الذي مات عنا في مكاننا بديلاً ونائبًا؟ كيف لا نطرد أفكارًا وميولاً قد تأخذ قلوبنا بعيدًا عن الرب، وتنجس عبادة نريدها صافية خالصة وطاهرة، عندما نرفعها إلى الرب سيدنا؟

طردت ”رِصْفَةُ“ النوم عن عينيها الباكيتين لأن قلبها كان مُمتلئًا بحنين عارم أنساها النوم والضنك والإرهاق، وعلى خلاف طبيعتها الرقيقة تصدَّت لمخاوف الليل وأصوات الوحوش. فماذا يا تُرى قياس محبتنا لفادينا عندما نُحيط من حول ذكرى موته لأجلنا، وصورة جسده المبذول ودمه المسفوك ماثلة أمامنا في الخبز والخمر؟ وماذا يا تُرى تكون محبتنا للمسيح عندما يهجم عدو بكلمات جارحة ضد شخصه الكريم، أو ضد موته الكفاري العظيم؟

ها إن أُمًا بشرية تبكي ساهرة، وتسهر باكية على ولدين قُتلا بيد الأعداء، فماذا نصنع نحن وخطايانا هي التي كانت سبب موت ابن الله؟ إن مديونيتنا للرب يسوع هي مديونية جسيمة جدًا، فأين التهاب العاطفة فينا من نحوه؟ وأين اضطرام المحبة في قلوبنا من جهته؟ وأين أنين التوبة في أعماق دواخلنا؟

”اسهروا“ ... هذه وصيته لنا، فهل نجعل من السهر معه ولأجله شغلنا الشاغل؟ وهل نمكث ونُطيل المكوث عند صليبه؟

روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net