الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنا هو الأول والآخر
أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ .. ( رؤيا 1: 8 )
نُفيَ الرسول يوحنا إلى جزيرة صغيرة صخرية تُدعى ”بَطْمُس“، ليس من أجل أي ذنب اقترفه، بل من أجل أمانته في شهادته للرب، وهذا بلا شك جعل نفيه أشد إيلامًا لنفسه. ولكن الرب يتكلَّم معه قائلاً: «أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء» ( رؤ 1: 8 ). وكأنه بذلك يقول لعبده يوحنا: ”لا تهتم بهذا قط، أنا فوق كل شيء، لي أغراضي وطرقي الأزلية، فاترك أمرك لي“. ثم يستمر معه فيُريه المستقبل، وفي النهاية يُريه سماء جديدة وأرضًا جديدة فيها «سيمسح الله كل دمعة من عيون (عبيده)، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزنٌ ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت» ( رؤ 21: 4 ).

ثم يُظهر الرب نفسه كابن الإنسان، يسوع نفسه الذي كان هنا، ولكن الآن وجهه كالشمس وهي تُضيء في قوتها، قائلاً له: «لا تخف، أنا هو الأول والآخِر، والحي. وكنتُ ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين! آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت» ( رؤ 1: 18 ، 19). نعم له المفاتيح. وكأنه يقول ليوحنا: ”لا تضطرب، فلي مفاتيح كل شيء. لا تخف أنا حي، ولأني أحبك مُت من أجلك، ولكني حي الآن إلى الأبد؛ حي لأجلك أيضًا. أنا هو الأول والآخر، اترك أمرك بين يديَّ“. هل يا عزيزي القارئ تعرف هذا الشخص الحي بطريقة حقيقية عملية في حياتك؟

عندما نُفيَ يوحنا إلى ”بَطْمُس“ بَدَت آماله وكأنها جميعًا قد تبدَّدت. ولا شك أن في هذا ولو بعض الحق، ولكن كان للرب خطة أفضل؛ أراد أن يُعلن له المستقبل ويُريه أنه بالرغم من كل قوة الشيطان وفساد الإنسان نفسه، فإن له – تبارك اسمه – فكرًا فوق كل هذا. ثم يعلن ليوحنا ذاته آتيًا في النهاية منتصرًا غالبًا، وجميع مفدييه معه ( رؤ 19: 11 -21).

نعم أيها المؤمن العزيز، المؤمن المُجرَّب المُتعب اليوم، إن للرب غرضًا ساميًا، ونتيجة لهذا الغرض ستكون معه في بهاء ذلك المجد الأبدي. ارفع عينيك، انظر إلى ذلك المجد القريب والذي سيكون لك نصيب مبارك فيه. دَعْ ذلك يثلج صدرك ويُبهج قلبك، وليسطع بنوره اللامع على طريقك في هذه الحياة. إنه الحي الذي مات لأجلك، إنه الأول والآخر. إنك تستطيع أن تعتمد عليه.

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net