الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التوبة أم الهلاك؟
إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ ( لوقا 13: 3 ، 5)
جماعة كانت في صُحبة الرب، أخبرته مستعجبة من وحشية ما فعله بيلاطس مع الجليليين، الذين خَلَطَ دمهم مع ذبائحهم. ونحن إذ نرى في هذا العمل وحشية وبربرية منقطعة النظير، إلا أنه كان وسيظل يتكرر إلى مجيء ذاك الذي سيملك على الأرض بالبر والسلام.

والسَيِّد هنا – تبارك اسمه – لا يُعلّق على هذا الأمر إلا بقوله: «أ تظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطاةً أكثر من كل الجليليين لأنهم كابدوا مثل هذا؟ كلا أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» ( لو 13: 2 ، 3). وبإجابة الرب هذه يلفت نظرنا لِما هو أجدى وأخطر، إذ يحثُنا لنتدبر أكثر في موضوع مصيرنا الأبدي!

فإذا كان هؤلاء الجليليون هم فعلاً ضحايا شر قلب الإنسان، وهو بيلاطس – رغم أن جميعنا بيلاطس بصورة أو بأخرى – إذًا فالسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا عن أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم؟ أَ كانوا فعلاً مذنبين أكثر مِن جميعِ الناسِ السَّاكنين في أورشليم؟

وضحايا بالآلاف! ضحايا بالملايين من القتلى منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا ... وتتزاحم الأسئلة وتتلاطم في رؤوسنا، ونتساءل: كيف؟ ولماذا؟ ولكن أَ ليس الله هو المتحكم والمسيطر والمُمسك بيديه كل شيء؟ أَ ليس مكتوب عن إلهنا: «الله محبَّة»؟!

نعم ورغم كل ذلك، نراه يكرر تعليقه السابق «أولئكَ الثمانية عشر الذين سقط عليهم البُرج في سِلوام وقتلهم، أ تظنون أن هؤلاء كانوا مُذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم؟ كلا أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» ( لو 13: 4 ، 5).

نخلُص بأمرين على الأقل مما سبق:

أولاً: ليتنا نحترس من الفكر المُظلم أن المصائب والنوازل تقع فقط على مَن يستحقها.

ثانيًا: ليتنا نتمعن أكثر في المعنى الروحي لكلمة ”أبرياء“ و”براءة“. فليس هناك من هو بريء سواء كان طفلاً أم شيخًا، فبعد سقوط الإنسان فقد الإنسان براءته «الكل قد زاغوا معًا، فسدوا. ليس مَن يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد» ( مز 14: 3 )، «كلُّنا كغنمٍ ضللنا. مِلنا كُل واحدٍ إلى طريقهِ» ( إش 35: 6 ).

أخي وعزيزي القارئ: إن كنت لم تتصالح مع الله بعد، فإني أدعوك الآن لتلك المصالحة، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرك من كل خطية. آمن به فقط فتحيا.

جيمس إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net