الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 19 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين الخروف للمُحرَقة؟
هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلَكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟ ( تكوين 22: 7 )
سار إبراهيم وإسحاق مسيرة ثلاثة أيام، وأُخذ إسحاق بالقيامة في مِثال. كما حدث تمامًا مع المرموز إليه؛ مات وبعد ثلاثة أيام قام «انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أُقيمه» ( يو 2: 19 ).

في المُريا نرى صورة باهتة وضعيفة منعكسة للصليب. فالآب والابن الوحيد الحبيب يتقدمان معًا بنية معقودة على تضحية حياة الابن. لكن ويا للعجب، الرمز يتحطم، وبالرحمة والشفقة يتداخل الله فلا يموت الابن الرمزي إسحاق، لكنه في المرموز إليه نجد أن «الله ... لم يُشفق على ابنهِ بل بذله لأجلنا» ( رو 8: 31 ، 32).

بعد مسيرة ثلاثة أيام «رفعَ إبراهيم عينيه وأبصرَ الموضع من بعيد ... فأخذ إبراهيم حطَب المُحرقة ووضعه على إسحاق ابنهِ، وأخذ بيدهِ النار والسكين. فذهبا كِلاهما معًا» ( تك 22: 4 -6). يبدو أن المشهد كان يخيِّم عليه الصمت. هذا واضحٌ من أسلوب الكلام. وبعد فترة من الصمت «كلَّم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي. فقال: هأنذا يا ابني». وسأل الابن سؤالاً هو في الحقيقة سؤال أي إنسان في أي زمان. وتردده ألوف الألسنة من الخليقة التي تئن وتتمخض معًا: «هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرقة؟». هوذا عناصر الدينونة، فأين الفِدية؟ هوذا مسيس الحاجة، فأين المورد؟ هوذا الخاطئ، فأين المخلِّص؟ هوذا الساجد، فأين وسيلة الاقتراب؟ هوذا أسباب الألم، فأين المتألم؟

«هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرَقة؟» كان هذا هو السؤال الذي يتردد عبر أربعة آلاف سنة على لسان كل إنسان حساس الضمير، إن في صمت أو في منطوق ضعيف التعبير. ولم يكن هناك سوى جواب واحد وحيد هو «الله يرى له الخروف للمُحرَقة يا ابني» ( تك 24: 8 ). إنه جواب الإيمان أُعطيَ في يقين وفي هدوء شديدين، دون أن يفهم كيف يكون ذلك. وفي خضوع صامت تقبَّل الإيمان أيضًا هذا الجواب.

ولقد جاء أخيرًا الجواب الأكمل، والإيضاح الأوفى. جاء الجواب عندما قارب ذلك التدبير على الغروب، وأخذ سمعان الطفل السماوي على ذراعيه وقال: «الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك» ( لو 2: 29 ، 30).

وجاء الجواب عندما نظر ذلك المعمدان الصارم يسوع المسيح مُقبلاً إليه وقال: «هوذا حَمَل الله!» ( يو 1: 29 ، 36).

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net