الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دستور الخدمة
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي... يُكْرِمُهُ الآبُ ( يوحنا 12: 26 )
بهذه الكلمات القليلة وضع السيد دستورًا لمن يريد أن يخدمه، كل كلمة منه تعني الكثير. ودعنا نلقي نظرة سريعة على هذه الكلمات، وليشجعنا الرب بها على خدمة حقيقية للسيد:

إِنْ كَانَ: فالخدمة اختيارية تطوعية، لا يُلزمنا بها إلا محبة قلب صادقة. ليست هي ثمنًا للخلاص، ولا نفعلها لكي يفعل الرب شيئًا لنا في المقابل.

أَحَدٌ: وهي قرار فردي. فلا ينبغي أن أخدم لأن الآخرين يفعلون، ولا لأن هناك من أقنعني بالخدمة أو دعاني إليها. لكن لأني، أنا شخصيًا، شعرت بمحبة المسيح لي تأسرني وتحاوطني، فكان رد فعلي الطبيعي هو أن أخدمه لأرد الشيء اليسير من محبته.

يَخْدِمُ: أخشى أنني يومًا أنسى المعنى الحقيقي للكلمة. فالخدمة تحمل في مضمونها التعب والجهاد، الاتضاع وإنكار الذات، العرق والدموع، الصبر والإيمان، الصوم والصلاة. إذا وجدت شيئًا يسمونه “خدمة” واقترن بعكس ما سبق؛ فعليك أن تراجع الأمر برمَّته.

ياء المتكلم: هو حرف واحد “ي”؛ لكن كم يفرق في المعنى كثيرًا. إني أخدم ذاك الذي تكلم بهذه العبارة. أخدم شخصًا وحده يستحق أن يُخدَم. أخدم من خدمني بموته، ويخدمني اليوم بحياته. أخدم من سأعطيه تقرير وكالتي يومًا. لذا فأنا لا أخدم جماعة، ولا عقيدة، ولا نفسي. فالخدمة حصريًا هي للسيد، وهو واحد لا سواه.

فَلْيَتْبَعْنِي: مقتديًا بخطوات ذاك الذي سار هنا مثالاً للخادم الحقيقي. وجدير بالذكر أن قبل الآية موضوع تأملنا كان الرب قد أعلن عن المبدإ الذي انطبق على خدمته حين قال: «إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» ( يو 12: 24 ). كم من حبات بقيت وحدها؟! أفلا نشتاق أن نأتي بثمر كثير؟ فلنتبع السيد في ذات الطريق!

وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي: ففي الخدمة لا أذهب وحدي، بل يجب أن أسترشد به كل يوم، وكأني أسأله: “أين تريد أن تذهب اليوم وأنا أذهب معك؟” ولن أذهب إن لم يقبل هو ويذهب معي.

يُكْرِمُهُ الآبُ: عبِّر كما شئت عن مكنون هذا الإكرام، فلن يسعفك الكلام. يومًا، كان ما فُعل لمردخاي يفوق الخيال لأن الملك سُرَّ أن يكرمه؛ فما بالك بمن يسر الآب أن يكرمه؟

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net