الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم والدعوة الإلهية
ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ .. وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ ( أعمال 7: 2 ، 3)
إن أول ما نلاحظ في تاريخ حياة إبراهيم هو الصفة التي تتميَّز بها دعوته، ونحن إذ نرجع إلى خطاب استفانوس المدوَّن في أعمال 7 نقرأ القول: «ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين» هذا أول ما تتميَّز به هذه الدعوة: أنها دعوة إلهية من الله إله المجد. في هذا العالم، في كل مدنيته، لا يوجد شيء يُكلّمنا عن الله. كل ما فيه يُظْهِر ويعظِّم الإنسان ويُمجِّده، أما القول: «إله المجد» فإنه يأخذ بأفكارنا إلى مشهد آخر، حيث لا يوجد شيء من الإنسان على الإطلاق، بل نرى كل ما يُظهر الله، الذي في نعمته العجيبة ظهر لإنسانٍ كان يعيش في عالمٍ متجنِّب عن الله، غارق في الوثنية. هذا هو الله – إله المجد - الذي ظهر لإبراهيم، الأمر الذي يُعطي أهمية بالغة لهذه الدعوة، بل ويُعطي للإيمان سلطانه وقوته لتلبية هذه الدعوة الإلهية.

وهذه الدعوة هي أيضًا دعوة عازلة، لأن الكلمة التي وُجهت لإبراهيم هي هذه «اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك» ( تك 12: 1 ). لم يطلب الله من إبراهيم أن يبقى في مدينته أور حيث يتعامل مع شر الناس، كما لم يطلب منه أن يعمل على تحسين حالة العالم الاجتماعية، أو إصلاح علاقاته العائلية، أو ليجعله عالمًا حسنًا لامعًا. إن الدعوة تطلب من إبراهيم الخروج من العالم بكل صوره كما يُستفاد من القول: «من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك». والدعوة في الوقت الحاضر ليست أقل من ذلك. إن العالم الذي حولنا له صورة التقوى، بدون قوتها، هذا هو عالم المسيحية. وكم هو جميل أن نلاحظ أن الرسالة التي تُخبرنا بأننا شركاء الدعوة السماوية، هي بعينها التي تطلب منا أن نخرج بعيدًا عن كل فساد «فلنخرج إذً إليهِ خارج المحلة حاملين عاره» ( عب 13: 13 ). إننا نعتبر الروابط العائلية كل الاعتبار لأنها من ترتيب الله، لكننا كمؤمنين نحن مدعوون أن ننفصل عن كل ما لا يتفق وكلمة الله، وهذا هو المقصود من الخروج من العالم. هذا ولا يزال الروح القدس يوجِّه إلينا نحن المؤمنين هذه الكلمات «لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب» ( 2كو 17: 6 ).

أنا لستُ إلا غريبًا هُنا فإنَّ السَّما موطني
نزيلٌ أنا وسطَ أرضِ العنا فدارُ العُلا موطني

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net