الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة أحد الأتقياء
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ.. ( رومية 12: 1 )
في 8 نوفمبر سنة 1927 كان عيد ميلادي الثامن والثلاثون، فصليت قائلاً: ”ربي! اجعلني رجلاً حسب قلبك!“. حينئذٍ اضمحل كل شيء أمامي، وتصاغر في نظري ما كنت أحسبه عظيمًا ومُهمًا، ولم أهتم إلا بشيء واحد وهو حياتي الباطنية أمام الله.

لقد رأيت بكيفية لم أرَها من قبل، أن الشيء المهم ليس هو العمل الذي أعمل، بل هو الحياة التي أحيا، والأفكار التي أفكر؛ قداسة الحياة، والبر العملي.

لقد صلى الرسول العظيم بولس قائلاً: ”لأعرِفَهُ“، وقال مرة: ”المسيح فيكم“ وأيضًا ”المسيح يحيا فيَّ“. نعم لقد «سار نوح مع الله»، و«سار أخنوخ مع الله»، أَ فلا أستطيع ذلك أنا؟ أَ فلست أنا أكرم على الله من عملي، وأغلى من كل ما أمتلك؟ إن الله يريدني أنا وليس خدمتي فحَسبْ.

ثم قادني الرب بعد ذلك لأن أصلي كي أكون ”رجلاً حسب قلبه“. وهاك بعض طلباتي:

”ربي! هاك يداي، إنني أكرسهما لك. ليتهما لا تلمسان شيئًا لا تريدهما أن تلمساه أو تفعلان شيئًا لا يتفق وكرامة اسمك. وهاك رجلاي، إنني أقدسهما لك، ليتهما لا تذهبان إلى حيث لا تذهب أنت. وهاك يا ربي، عيناي، ليتهما لا تتطلعان في شيء يُحزن روحك القدوس. وليت أُذنيَّ، لا تنصتان قط إلى أي شيء يُهين اسمك. وليت فمي، لا ينطق قط بكلمة لا أريدك أن تسمعها. وليت رأسي، لا يحتفظ قط بأية فكرة أو أي تصوُّر يضعف شعوري بحضورك معي. وليت قلبي، لا يعرف عاطفة أو يشعر شعورًا لست أنت مصدره والمُهيء له. أمين!“.

لقد رأيت أن الله يريد مني التفاتي الكلي غير المنقسم، واهتمامي الكامل المُركّز فيه وحده، أما ما عداه فليكن ثانويًا جدًا. الأصدقاء ومَن أحب، بيتي ومالي، عملي ... كل شيء ... الكل يجب أن يخضع للمسيح. الله أولاً! هذا ما ينبغي أن يكون موقفي إزاءه، وعندئذٍ ... وعندئذٍ فقط يمكنه أن يباركني وأن يستخدمني، وبذلك فقط يمكنني أن أُشبع قلبه المُحب. لقد رأيت أنه في علاقتي مع الله لا ينبغي أن يتوسط أي شيء أو أي شخص. وكما أنه يجب أن يشغل الزوج المكان الأول في قلب الزوجة، وكذا الزوجة في قلب الزوج، كذا يجب أن يشغَل الرب المكان الأول في قلبي، ويسود هو على كل شعوري، ويمتلك ناصية اهتمامي.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net