الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 31 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة أعظم من الخطية
لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ ( 2كورنثوس 5: 21 )
قبل أن يصب الله غضبه صرفًا على جميع فجور الناس وإثمهم، جاء الله بالمحبة ليُخلّص الخطاة، مُبرهنًا على أن محبته أعظم مِن الخطية، وعلى أنه يُمكن لكل خاطئ، بل يُمكن لأول الخطاة، أن يثق في هذه المحبة التي تطلب وتدعو جميع الخطاة لتُسدد أعوازهم لا لتطالبهم ببر يصنعونه، ولتُقدِّم لهم خلاصًا من دينونة الله التي يستحقونها، ولكي تُحضرهم في النهاية كاملين مُبرَّرين وبلا عيب، على أساس عمل المسيح لأجلهم على الصليب. إنه لم يأتِ ليتمجد في عقاب الخطاة وهلاكهم، بل أتى لكي يتمجد في عظمة غنى محبته، بأن يُقدّم نفسه ذبيحة ترفع من أمام الله خطية العالم.

كان المسيح في حياته على الأرض يُعلن الله مُحِبًا للإنسان، وفي موته كان يمثل الإنسان أمام عدالة الله. لقد جُعِلَ خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بِرَّ الله فيه، وبذلك لا يعود الله يذكر خطايانا وتعدياتنا فيما بعد.

إن الناموس هو القياس الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان. إنه يُطالب الإنسان بأن يكون هكذا، ويتضمن اللعنة على الإنسان إن هو قصَّر عن البلوغ إلى قياسه. وما أقرب اللعنة على الإنسان بسبب قصوره الطبيعي وعجزه الطبيعي بالسقوط! فالناموس لم يُقدّم الحياة للإنسان، ولم يُقدّم له القوة اللازمة، ولا وضع أمام الإنسان غرضًا يجمع طاقات نفسه ويستحوذ عليها، ليُروِّضها في طريق صحيح مستقيم، بل أشار له على الطريق الصحيح فقط، وهدَّده باللعنة إن لم يسلك فيه، وهكذا هي حال كل مَنْ هم تحت الناموس. والجسد لا يخضع لهذا الناموس لأنه لا يستطيع. لذلك كان حل المشكلة في ظهور نعمة الله التي بينما ثبَّتت حكم الناموس لأنه صالح، وثبَّتت لعنة الناموس بأن حملها المسيح على الصليب، غيَّرت مجرى طرق الله مع الإنسان. جاءت النعمة بالغفران، وما أبعد الغفران عن اللعنة. والفرق بينهما بمقدار الفرق بين سداد الديون والمطالبة بها. إنه من العدل كل العدل أن يُطلَب سداد الدين. وإن كان المديون لا يملك شيئًا فإنه يضيع ويتحطم، بينما إذا هو سدد الدين يرفع رأسه ويمضي حرًا. والمسيح فعل أكثر من سداد الدين عن المديونين؛ إنه علاوة على السداد قد حصَّل لهم مجدًا لأنهم آمنوا به، خلَّصهم من ديونهم، وجعل لحسابهم الخير أكداسًا.

فالآنَ صرنا قديسينْ وبلا لومٍ في الحبيبْ
إذ قد وفى ديوننا جميعها على الصليبْ

وليم كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net