الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آية الله للناس
وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ ( إشعياء 7: 14 )
توصف حالة الأُمة الإسرائيلية في أيام إشعياء بعبارة واحدة حاسمة «كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم. من أسفل القَدَم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جُرحٌ وأحباط وضربة طرية لم تُعصَر ولم تُعصَب ولم تُليَّن بالزيت» ( إش 1: 5 ، 6). وكما كان الحال حينئذٍ هكذا هو الآن: المُرابي مولَع بكسبه يصل بيتًا ببيتٍ، ويقرن حقلاً بحقلٍ ( إش 5: 8 )، والرجال والنساء يزمّرون ويرقصون ويتبعون مسراتهم الوثنية، غير مفتكرين في الله، ولا خائفين من دينونته العادلة (ع11، 12)، والجرائم كثرت لأن الناس قد فجروا وأطلقوا العَنان لشهواتهم، وصاروا يجذبون الإثم بحبال البُطْلِ، والخطية كأنه برُبُطِ العَجَلَة (ع18)، وإذ أعماهم إله هذا العالم قالوا للشر خيرًا وللخير شرًا، وجعلوا الظلام نورًا والنور ظلامًا، والمرّ حُلوًا والحُلو مرًّا (ع20)، وصاروا حكماء في أعين أنفسهم، وظنوا أنهم أحكم من الله (ع21)، ومنهم مَن فسدوا لدرجة أن أصبح كل همهم في الحياة إفساد الآخرين كارهين كل بر، ومُحبين كل شر (ع23، 24).

وقد وُجِد مُصلحون بلا عدد وسياسيون يَعِدونهم بأيام زاهرة مُقبلة حتى ضجر الناس منهم. وكان هناك تظاهرًا كبيرًا بإكرام الله بينما القلوب مبتعدة عنه بعيدًا حتى أضجروا الله أيضًا بريائهم ( إش 7: 13 )، وحينئذً أعلن الله أنه سيتداخل بنفسه لأنه صار واضحًا أنه بدون تداخله لا يمكن أن تكون هناك بركة وراحة للناس، أو مجد وكرامة لاسمه القدوس.

وكان لا بد أن يتفرَّد الله وحده بهذا التداخل بحيث لا يكون للإنسان أي شطر فيه إلا أن يتناول الخير الذي ينتج منه. كان الناس يطلبون ”إنسانًا“، ولا يزالون يصرخون في طلب ”إنسان“، فأجاب الله قائلاً: سأعطيكم إنسانًا ولكنه لا يدين إلى الإنسان بشيء، وحتى نفس حضوره إلى العالم سيكون مستقلاً عن الإنسان، لأن «ها العذراء تحبَل وتَلِد ابنًا»، وهذه كانت آية؛ آية على عجز الإنسان التام عن فداء نفسه. آية على أنه ليس بلسَان في جلعاد وليس هناك طبيب. آية على أنه حينما فقَدَ الناس كل أمل في أنفسهم حينئذٍ تداخل الله ليتولى قضيتهم. ولكنها كانت آية أيضًا، على أن الكل صادر منه تعالى وليس من الإنسان.

يا لَهُ حُبًّا عظيمًا في ذا السَيِّدِ الجليلْ
إنَّهُ مِنْ عَذْرا يُولَدْ ويُدعَـى عِمَّانوئيلْ

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net