الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع رَبٌّ
فَكَذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا ( لوقا 14: 33 )
في لوقا 14 يضع الرب شروط التتلمذ له. والشرط الأخير نجده في عدد33 وهذا نصه «فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله، لا يقدر أن يكون لي تلميذًا». ولكنك قد تقول: ”إن هذا الشرط مستحيل تنفيذه، فهل تقصد أن تقول إن الله يطلب من أتباعه أن يتركوا كل شيء حرفيًا؟ إن كان الأمر كذلك فأنا لست تلميذًا له لأنه لا يزال لي بيت وزوجة وحساب بسيط في البنك. فهل يجب عليَّ أن أترك كل هذه؟“

إن الكلمة الأصلية «يترك» معناها التخلي عن الملكية. فالله يطلب من أولاده أن يتخلوا عن ملكية كل شيء بينما يأمرهم أحيانًا أن يتركوا فعلاً أشياء معيَّنة. وربما كانت أحسن عبارة توضح معنى هذه الكلمة هي «ولم يكن أحد يقول إن شيئًا من أمواله له» ( أع 4: 32 ). لا شيء مما هو في حيازتي لي، ولا شيء مما أنا عليه لي. الكل لله، إنما هو يسمح لي باستعماله بما يُرضيه، أما حق التصرف المُطلّق فهو له. وإذ أدرك ذلك يُمكنني أن أُسلّم كل شيء بفرح ليكون تحت تصرفه؛ أُخلي يديّ وأعترف به ربًا وسيدًا. بذلك أتخلى عن كل ما لي وكل ما أنا عليه، وأعترف أن الكل ملك لله وله الحق في أن يفعل به ما يشاء، سواء أَ كان ما يطلبه من مالي أو من أولادي أو أي شيء آخر.

وحالما أتخلى عن كل شيء يمتحنني الله ليرى إذا كان هذا التخلي صحيحًا أم لا. هكذا كان الحال مع إبراهيم عندما طلب الله منه أن يُقدِّم ابنه إسحاق على جبل المُريّا فلم يتأخر أو يتردد، وبذلك أثبت أنه خائف الله وأنه كان مُتخليًا عن كل شيء. وفي كل حالة، عندما يكون التخلي حقيقيًا لا تكون هناك صعوبة في اجتياز الامتحان، ولكن إن كان التخلي كلاميًا فما أرهب وقت الامتحان! إننا حينئذٍ نُمسك بما سبق أن أعلنَّا أننا تخلينا عنه.

إن التتلمذ للرب يتطلب التخلي عن كل شيء. ولنتذكر أن الرب إما أن يكون ربًا على الكل أو لا يكون ربًا على الإطلاق. لأنه لا يمكن لأحد أن يخدم سيدين، فاحترس لئلا عندما تتصوَّر أنك أعطيت الرب المكان الثاني في قلبك تكتشف في النهاية أن الرب لا مكان له في قلبك على الإطلاق.

سيدي ماذا تريدْ اهدني حيثُ أُريدْ
إنني لستُ أريدْ غير فعلِ ما تُريدْ

أوزوالد ج. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net