الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنيسيفورس
ليُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ اليَوْمِ ( 2تيموثاوس 1: 18 )
كان المسيحيون في أسيا قد تركوا الرسول بولس إذ علموا بحبسه ( 2تي 15: 1 )؛ وذلك لخوفهم من الحكومة الرومانية. وكما منعت السلاسل الكثيرين عن زيارة بولس ومؤازرته في مِحنته، كانت السلاسل نفسها هي الدافع القوي والمُلِّح لأنيسيفورس (والذي معنى اسمه ”مَن يأتي بالنفع“) لتتميم خدمته.

أ- نافع لبولس: يقول الرسول (1) أراحني بمعنى ”أنعشني“. يقينًا انتعش الرسول إذ علم أن له زيارة في سجنه. وكم تشجع وتشدَّد جدًا إذ رأى أنيسيفورس وهو لا يخجل بسلسلته، قاطعًا المسافة الطويلة حاملاً المعونات المادية! (2) ولكن أنيسيفورس لكي يتمم مُهمته، كان عليه أن يطلب الرسول بأوفر اجتهاد. لقد طلبه مرة ومرات حتى وجده. ما أروع الاجتهاد الذي يصرّ بنعمة الله على ما يتثقل به مهما كلَّفه. (3) ولم يكتفِ أنيسيفورس بهذا، فإذ شجعته النعمة نجده يكرر زياراته للرسول «مِرارًا كثيرة أراحني». (4) ما أجملك يا أنيسيفورس مُتشبهًا بمريم في يومها؛ يوم أنعشت ربها وفعلت كل ما عندها. وها أنتَ قد فعلت كل ما عندك، بل وخاطَرت بحياتك، فكانت زيارتك ناردين عظيم الرائحة للرسول بولس.

طوباك يا أنيسيفورس على ما فعلت.

ب- نافع للروح القدس: ما أجملك يا أنيسيفورس والروح القدس يعزف على أوتار خدمتك ألحان المبادئ الإلهية الكثيرة. وأولها أن مَن له يُعطى ويُزاد، وليس هذا فقط، بل «طوبى للرحماء لأنهم يُرحَمون» ( مت 7: 5 ) فكما رحمت الرسول، شغل الروح القدس الرسول نفسه ليطلب الرحمة من أجلك. وها هو الروح القدس بقلمه يخلِّد اسمك في الوحي عازفًا مبدأ أن: «الصدِّيق يكون لذكر أبدي» ( مز 112: 6 ).

ما أروع خدمتك يا أنيسيفورس في تناغم مع الروح القدس!

ج - نافع للقديسين: ما أجملك وعلى خلفية خدمتك جاءت صلاة الرسول لك لتجد رحمة من الرب أمام كرسي المسيح! وكأن كرسي المسيح هو أصعب ما توقعه الرسول لك. وها هو الروح القدس يسجل هذه الصلاة في المكتوب بوق إنذار وتحذير لنا جميعًا. حقا ما أصعبه يومًا!! وإن احتاج أنيسيفورس إلى الرحمة، فأنا أحتاج إلى كل رحمة الله. ما أعلاه صوتًا!

صلاة الرسول على خلفية خدمتك، بوق إنذار لكل اخوتك يا أنيسيفورس.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net