الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شكر من الباطن
بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِني ليُبَارِك اسْمَهُ الْقُدُّوسَ ( مزمور 103: 1 )
في هذه الأيام الأخيرة يتسربل الكثيرون برداء ديني ظاهري، وليس من السهل أن يقتنع لابسه بأنه عريان حقيقةً وفعلاً. هنا يَكمُن أكبر عدو يمنع النفوس عن معرفة الله معرفة شخصية، ويَحوْل دون شعور القلب بحاجته إلى خلاص من الخطية وسلطانها.

وعلى هذا القياس يوجد مؤمنون يكتفون من الشركة مع الله بجملة مظاهر روحية، ليس من السهل أن يقتنعوا معها بأنهم فارغون وبلا ثمر. هؤلاء يعتقدون بأن جلوسهم في الاجتماع بين المؤمنين وما إلى ذلك، هو كل شيء في حياة المسيحي.

ولكن يوجد أيضًا مَنْ يكتفون بشكرهم المقدَّم إلى الله بكلام الشفتين وتعبيرات اللسان المهذبة. لكننا نؤكد هنا أن الشكر المقدَّم من الباطن ـ من القلب، لهو الشكر الذي يُشبع الرب فقط.

«كل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس». فالعواطف الداخلية والكيان الباطني للإنسان ـ القلب والأحشاء يجب أن تتجه بالشكر والاعتراف بالجميل لاسم الرب دائمًا.

ما أكبر الفرق بين تأثير إكرام الرب بالشفتين، وإكرامه بالقلب .. فقلَّما نجد نموًا في حياة مؤمن يُحسن إكرام الرب بكلام الفم. وقلَّما نجد نضارة للحياة المسيحية في شخص يكون كل اهتمامه أن يظهر شاكرًا بين الشاكرين فقط. لكن عِشرة القلب والعواطف، وتعامل القلب مباشرةً مع الله، لها من الأثر والنتائج المباركة ما يجعل الحياة مُستطابة عند الرب وعند المؤمن.

الله لا يُخدَع، والمرنم يقول: «لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها» ( مز 139: 4 ). وهو له المجد يَزِن حالة القلب ويفتش كل مخادع البطن. لذلك لا تنفع لديه تمتمة الشفتين، ولا تحركات اللسان. إنما الرب يميل بأُذنيه إلى أنَّات القلب وتشكراته، ويحسّ بالإحساسات الداخلية وصِدق الشكر وصحته.

وأخيرًا ما أجمل أن يعبِّر اللسان عن مشغولية القلب العَطِرة! ما أجمل أن تكون العبارات المنطوقة صورة ظاهرة للعواطف والخواطر المختفية، فنبارك الرب وكل ما في باطننا يبارك اسمه القدوس!

فالشكرُ للحبيبِ إلى مدى الدهـورْ
عِزي كنزي نصيبي ومُنتهى السُرورْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net