الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفاء حماة بطرس
لَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً، فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى،فَقَامَتْ ( متى 8: 14 ، 15)
معجزة شفاء حماة بطرس، ورَدَت في الأناجيل الثلاثة الأولى: متى ومرقس ولوقا. متى يقول في إنجيله إن الرب رأى حماة بطرس ( مت 8: 14 )، بينما مرقس يقول «أخبروه عنها» ( مر 1: 30 )، وفي لوقا «سألوه من أجلها» ( لو 4: 38 ).

ولا يوجد تناقض في هذه الروايات الثلاث: فهم أخبروه عنها، ثم سألوه حتى يشفيها، من ثم دخل حيث كانت مضطجعة ورآها. لكن لأن متى يتكلَّم عن الرب كالمسيا، فهو لم يكن محتاجًا أن يقول له أحد عن شيء، إذ هو عليم بكل شيء. لكنه كالخادم (بحسب بشارة مرقس) كان يجب أن يخبروه عنها. لم يكن هناك داعٍ لأن يسألوه من أجلها، بل كان كل المطلوب أن يعرف احتياجها، وسواء سألوه أو لم يسألوه كان سيقوم بخدمتها. ويا للعجب من ملك يخدم الرعية! ما أعذب قوله لتلاميذه «أنا بينكم كالذي يخدم» ( لو 22: 27 ). إلا أنه كالكاهن (كما نراه في إنجيل لوقا) كان ينبغي أن يسألوه من أجلها. والصلاة في إنجيل لوقا تحتل مكانًا بارزًا حتى دعاه البعض إنجيل الصلاة. وهنا نجدهم يسألون الكاهن العطوف من أجل هذه المريضة.

لاحظ هذه الثلاثية: لقد رآها ... لقد أخبروه عنها ... لقد سألوه من أجلها. ولا زالت هذه الأمور صحيحة حتى اليوم. إنه يرى كل شيء، ويعلم عنك كل شيء، فلماذا لا تسأل منه ما لا يقدر على تحقيقه لك سواه؟!

ثم ما الذي عمله المسيح ليشفي حماة بطرس؟ إنها إذ كانت مضطجعة على الأرض تقدَّم منها ووقف فوقها (أي تجاهها) - حسبما ذكر لوقا. ثم لمس يدها مجرد لمسة (كما يخبرنا متى) وفي فمه كلمات انتهار للمرض، فشُفيت في الحال. لكنه ساعدها على النهوض وأقامها ماسكًا بيدها (كما يُخبرنا مرقس).

فهو كالكاهن العطوف، كما يصوِّره لوقا، وقف أمامها، يرثي لها. ثم كالمسيا، كما يصوِّره متى، لمسها. فأي مرض لا يستلزم أكثر من لمسة فيهرب من أمامه. لكنه كالخادم، كما في إنجيل مرقس، أمسك بيدها وساعدها على النهوض!

مجدًا له، فهو بعد أن بذل نفسه لأجلنا على الصليب ومضى إلى السماء، لا زال مستعدًا أن يمسك بنا «لأنه حقًا ليس يُمسك الملائكة، بل يُمسِك نسل إبراهيم» ( عب 2: 16 ). له كل المجد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net