الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبشَالُوم
فَأَخَذَ (يُوآبُ) ثَلاَثَةَ سِهَامٍ بِيَدِهِ وَنَشَّبَهَا فِي قَلْبِ أَبْشَالُومَ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ، فِي قَلْبِ الْبُطْمَةِ ( 2صموئيل 18: 14 )
هو ابن داود المُعزَّز والمُكرَّم. معنى اسمه ”أبو السلام“. لكن طريق السلام لم يعرفه. فقد عاش في الشر والخطية، و«ليس سلام، قال إلهي، للأشرار». إنه في مفارقة مع الابن الوحيد الحبيب الذي يُدعَى بحق «رئيس السلام». كان أبشالوم شابًا متميزًا وقيل عنه: «لم يكن في كل إسرائيل رجلٌ جميلٌ وممدوحٌ جدًا كأبشالوم، من باطن قَدَمهِ حتى هامته لم يكن فيه عيبٌ» ( 2صم 14: 25 ). لكن الحقيقة كما يصفها الكتاب أن «كلُّ الرأس مريض وكل القلب سقيم. من أسفل القَدَم إلى الرأس ليس فيهِ صحة» ( إش 1: 5 ، 6). وليس سوى المسيح، هو الذي بلا عيب من رأسه حتى قدميه كما وصفته العروس ( نش 5: 10 - 16)، ففي شخصه الفذ الفريد تجسَّم الكمال.

كان أبشالوم يحلق رأسه كل سنة و«كان يَزن شعر رأسهِ مئتي شاقل بوزن المَلِك» ( 2صم 14: 26 ). ولم يكن يرخي شعره كالنذير بمعنى الخضوع والطاعة، بل من قبيل العُجب بالنفس والغرور.

كان أبشالوم سبب مرار وخزي لأبيه. وما أبعد الفرق بينه وبين الابن الوحيد الطائع الذي قال: «أنا ... أُكرم أبي وأنتم تُهينُونني». لقد حاول أن يرفع نفسه ويستقل بالمملكة، عكس الابن الذي وضع نفسه، ورفض ممالك العالم ومجدها.

تملَّق أبشالوم الشعب واسترَق قلوبهم، وخطط أن يقتل أباه، وجمع حوله كل إسرائيل. اضطر داود أن يهرب من أورشليم، وكانت كل الأرض تبكي وراءه. وقبل الحرب أوصى داود القادة الثلاثة الذين معه قائلاً: «ترفَّقوا لي بالفتى أبشالوم». إنه يُحبّه رغم شره وتمرُّده. وهو صورة للمسيح الذي بكى على أورشليم مُشفقًا عليها من القضاء الآتي، والذي أحب أعداءه وغفر لصالبيه.

لقد مات في عز شبابه، مات مُعلَّقًا على شجرة، مات في الجُب العظيم تحت رجمة عظيمة. ومع الفارق البعيد جدًا نرى الابن المطيع الذي أخذ مكان المذنبين وحَمل إثمهم قد مات في نصف أيامه، ومات معلقًا على خشبة، وقال بالنبوة: «وضعتني في الجُب الأسفل ... عليَّ استقرَّ غضبُكَ». هذا الغضب يوصَف بالصخور المنهدمة وليس مجرد حجارة عظيمة ( نا 1: 6 ). عمل أبشالوم لنفسه نصبًا لأجل التذكير لأنه قال ليس لي ابن. ولكن أي ذكرى لأبشالوم يحملها هذا النصب سوى أنه الابن العاصي المتمرد الذي نال جزاء تمرده. أما المسيح فكم يحلو لنا أن نذكره في أول كل أسبوع بكل الحب والفخر والإعجاب، وسط عالم ينساه!

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net