الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طلب واشتياق
فَقَالَ: اذْهَبُوا. فَقَالَ وَاحِدٌ: اقْبَلْ وَاذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَذْهَبُ. فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ ( 2ملوك 6: 2 - 4)
لقد شعر بنو الأنبياء بحاجتهم لتوسيع مكان إقامتهم. وكان اشتياقهم صحيحًا، كما كانت إجابة أليشع على هذا الاشتياق واضحة «اذهبوا». وبالرغم من صحة توجّههم ومصادقة أليشع على رغبتهم، إلا أنه كان ينقصهم شيء في غاية الأهمية: معيّة أليشع معهم. قد يُنشئ الله فينا رغبات صحيحة، وقد يصادق عليها، بل ويأمرنا بفعلها، ولكن علينا أن نُطالبه بتحركه معنا.

هنا نرى رغبة أخرى لا تختص بالعمل الذي يتطلبه بناء البيت، بل رغبة تختص برفقة شخص هو أليشع «فقالَ واحدٌ: اقبَل واذهب مع عبيدك. فقال: إني أذهب. فانطلق معهم». الرغبة الأولى لتوسيع مكان الإقامة كانت جماعية، ولكن الرغبة في ذهاب أليشع هي فردية. إن الرغبة أن نكون في شركة مع الرب نفسه في خدمتنا، أمر فردي، قد يَقدم عليه البعض وقد لا يقدمون.

رغبة هذا الرجل جاءت بطريقة رائعة، حيث طلب من أليشع قائلاً: «اقبَل واذهب مع عبيدك». إن رغبة صحيحة من شخص واحد، تستجلب الخير للجماعة كلها، فإذا ذهب أليشع لن يذهب معه فقط بل مع «عبيدك». والطلب يعكس احتياجهم الشديد لأليشع، وليس احتياج أليشع، كما أنه شرف عظيم أن يذهب معهم «اقبَل واذهب». هذه الدعوة بلا شك تمنح أليشع مكانته اللائقة به من حيث الكرامة والرِفعة؛ وهي تعكس أيضًا شعورهم بمكانتهم الحقيقية، فهم مجرد «عبيدك». أليشع هو كل شيء، وهم كَلا شيء. هل لنا الإدراك بمَن هو الرب يسوع فى ذاته، من حيث قدرته وقوته ومجده، ومَن نحن مِن حيث ضعفنا وهشاشيتنا، واحتياجنا لمعيته وإرشاده؟

إن عبارة هذا الرجل، لخَّصت صورة الخدمة الصحيحة، أنها عمل مع الرب نفسه، وهي عمل مع شخص يُشرفنا جدًا أن نعمل معه. بالاختصار الرب هو السيد ونحن العبيد الخاضعين له ولإرشاده. لقد قال الرب يسوع مرة لتلاميذه «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 ). وعلينا أن ندرك جيدًا، أننا قد نتحرك في الخدمة ونفعل أشياء كثيرة، ولكن إذا تحركنا بدون الرب ستكون النتيجة أولاً: لا تأثير على الأرض، ولا مكافأة أمام كرسي المسيح. دعونا نرتعب أن نقوم بأي شيء حتى لو كان هناك مصادقة من الرب شخصيًا عليه، دون الشعور بمعيته في كل لحظة.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net